186

Rayḥānat al-kitāb wa-nujʿat al-muntāb

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Editor

محمد عبد الله عنان

Publisher

مكتبة الخانجي

Edition

الأولى

Publication Year

١٩٨٠م

Publisher Location

القاهرة

الجزئيات عسير، لنسركم بِمَا منح الله دينكُمْ، ونتوج بعز الْملَّة الحنيفية جبينكم، ونخطب بعده دعاءكم وتأمينكم، فَإِن دُعَاء الْمُؤمن لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب سلَاح مَاض، وكفيل للمواهب المسئولة من الْمُنعم الْوَاهِب مستفاض. وَأَنْتُم أولى من ساهم فِي بر، وعامل الله بخلوص سر، وَأَيْنَ يذهب الْفضل عَن بَيتكُمْ، وَهُوَ صِفَات حيكم، وتراث ميتكم، وَلكم مزية الْقدَم، ورسوخ الْقدَم. [تَسَاوِي فِي ذَلِك التَّحْرِيم مَعَ الفدم] . والخلافة مقرها إيوانكم، وَأَصْحَاب الإِمَام مَالك ﵁ مستقرها قيروانكم، وتفجير المنابر ذكر إمامكم، والتوحيد إِعْلَام أعلامكم، والوقائع الشهيرة فِي الْكفْر منسوبة إِلَى أيامكم، وَالصَّحَابَة الْكِرَام فَتْحة أوطانكم، وسلالة الْفَارُوق ﵇ وشيجة سلطانكم، وَنحن نَسْتَكْثِر من بركَة خطابكم، ووصلة جنابكم، وَلَوْلَا الْأَعْذَار، لوالينا بالمتزايدات تَعْرِيف أبوابكم. وَالله ﷿ يتَوَلَّى عَنَّا من شكركم المحتوم، مَا قصر الْمَكْتُوب فِيهِ عَن المكتوم، ويبقيكم لإِقَامَة الرسوم، وَيحل محبتكم من الْقُلُوب، مَحل الْأَرْوَاح من الجسوم، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يصل سعدكم، ويحرس مجدكم، وَالسَّلَام [الْكَرِيم الطّيب الزكي الْمُبَارك الْبر العميم يخصكم كثيرا أثيرا]، مَا أطلع الصَّباح وَجها منيرا، بعد أَن أرسل النسيم سفيرا، وَكَانَ الوميض [الباسم] لأكواس الْغَمَام على أزهار الكمام مديرا، وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته.

1 / 202