Rayḥānat al-kitāb wa-nujʿat al-muntāb
ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب
Editor
محمد عبد الله عنان
Publisher
مكتبة الخانجي
Edition
الأولى
Publication Year
١٩٨٠م
Publisher Location
القاهرة
الدّين لأَجلهَا، ووفاه الله وَله الْحَمد، بمحلها. وقفلنا والأولوية بالنصر خافقة، وأسواق الظُّهُور نافقة، وألسنة الْحَمد وَالشُّكْر ناطقة، والظنون فِي فضل الصَّادِق صادقه، وَالْكفْر قد ذل واستكان، وَدخل ثغره فِي خبر كَانَ، وَعز الْإِسْلَام قد ظهر واستبان، ورسى كَمَا رسى رضوى وَأَبَان، وَالْخَيْل تلاعب الطلال مرحا ونشاطا، وَالْوُجُوه تتلألأ اغتباطا، والجياد الجرد تتدافع وتمطر، والأسال السمر تتهاود وتتأطر، والجهات بشذا الْفَتْح تتعطر، وَقد أقفر هَذَا الصقع الْعَظِيم من عمرانه، وأطاع الاشتمال بالمنحسة حكم قرانه، وأناخ عَلَيْهِ العفا بجرانه. وَمن الله نسل أَن يصل الْإِسْلَام عوايد النعم الجسام، ويلهمنا الشُّكْر المستدعي للمزيد من هَذِه الْأَقْسَام، وَإِن كَانَ هَذَا الموطن الَّذِي يغبط من الْكفَّار، يَدْفَعهُ الله ويكتبه، ويعلق الثَّوَاب الجزيل ويرقبه، فَكيف لَا نحمد الله على تخريب هَذَا الْمصر الشهير، والقطر الخصيب الخطير، بِحَيْثُ تمْضِي الأحقاب، وَهُوَ عِبْرَة للمعتبرين، وواعظ للمبصرين، وَحَدِيثه لِسَان صدق فِي الآخرين. ومقامكم وجهة الْمُبَشِّرَات مهما يسرها الله وكيفها، والصنايع إِذا أولاها ﷻ وَعرفهَا، عَلَيْكُم نجلو صورها، ولديكم نتلو سورها، علما من دينكُمْ الَّذِي علمت مساهمته ونصحه، وأشرق فِي أفق الْفضل صبحه، وَلما لسلفكم من أثر بِهَذِهِ الْبِلَاد لَا يخفي، وإعانة حُقُوقهَا المرعبة لَا تخفي، وأجورها عِنْد الله توفّي. وَأَنْتُم وَارِث [خلدا بِهَذِهِ الْبِلَاد] إِلَّا عَن كَلَالَة، وَولى مَا تخلفه من مجد وجلالة. وَإِنَّا لنَرْجُو أَن يكون لكم فِي الْجِهَاد بِهَذِهِ الْبِلَاد الْقدح المعلي، والأثر الَّذِي يتلي، فِيمَن نقيبتكم قد أشرف وتجلى، وعَلى ميادين الظُّهُور قد استولى. وَالله يُحَقّق الآمال، وينجح الْأَعْمَال. وَأوجب تَعْجِيل التَّعْرِيف بِهِ،
1 / 177