102

al-Rawdatayn fi ahbar al-dawlatayn al-Nuriyyat wa al-Salahiyyat

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Investigator

إبراهيم الزيبق

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

الديلم واستيلائهم على الْعرَاق فَزَالَتْ هَيْبَة الْخلَافَة بالمرة إِلَى انْقِرَاض دولة الديلم فَلَمَّا ملك السلجقية جددوا من هَيْبَة الْخلَافَة مَا كَانَ قد درس لَا سِيمَا فِي وزارة نظام الْملك فَإِنَّهُ أعَاد الناموس والهيبة إِلَى أحسن حالاتها إِلَّا أَن الحكم والشحن بالعراق كَانَ إِلَى السُّلْطَان وَكَذَلِكَ العمداء وَضَمان الْبِلَاد وَلم يكن للخلفاء إِلَّا إقطاع يَأْخُذُونَ دخله وَأما المسترشد فَإِنَّهُ استبد بالعراق بعد السُّلْطَان مَحْمُود وَلم يكن للسُّلْطَان مَحْمُود مَعَه فِي كثير من الْأَوْقَات سوى الْخطْبَة وَاجْتمعت عَلَيْهِ العساكر وقاد الجيوش وباشر الحروب وَفِي سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مئة سَار الراشد إِلَى الْموصل صُحْبَة زنكي ملتجئا إِلَيْهِ وَذَلِكَ أَن جمَاعَة حسنوا لَهُ الْخُرُوج من بَغْدَاد لمحاربة السُّلْطَان مَسْعُود فأجابهم إِلَى ذَلِك وَظهر مِنْهُ تنقل فِي الْأَحْوَال وتلون فِي الآراء وَقبض على جمَاعَة من أَعْيَان أَصْحَابه وخافه الْبَاقُونَ وَتقدم السُّلْطَان مَسْعُود وَحصر بَغْدَاد وَاسْتظْهر عَلَيْهَا فَخرج الراشد ملتجئا إِلَى زنكي فَسَار بِهِ إِلَى الْموصل وَدخل مَسْعُود بَغْدَاد وَأمر بخلع الراشد ومبايعة عَمه أبي عبد الله مُحَمَّد بن المستظهر بِاللَّه فَفعل ذَلِك ولقب المقتفي لأمر الله وَأما الراشد فَإِن السُّلْطَان سنجر أرسل إِلَى أتابك يَأْمُرهُ بِإِخْرَاجِهِ عَن بَلَده فَسَار إِلَى اذربيجان ثمَّ إِلَى همذان فَاجْتمع إِلَيْهِ مُلُوك وعساكر كَثِيرَة وَسَار السُّلْطَان إِلَيْهِم فتصافوا فَانْهَزَمَ الراشد وَقصد أَصْبَهَان

1 / 121