187

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أن في ذلك أمر من الله عز وجل، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم قالت: إني فضلت على من تقدمني من النساء؛ لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا، وإني دخلت بيت الله الحرام، فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة! سميه عليا؛ فهو علي، والله العلي الأعلى يقول:

إني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، ووقفته على غوامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني ويمجدني؛ فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه (1)! [191] 3- قال جابر بن عبد الله الأنصاري: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: آه آه، لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح (عليه السلام)! إن الله تبارك وتعالى خلقني وعليا من نور واحد، قبل أن يخلق الخلق بخمسمائة ألف عام، فكنا نسبح الله ونقدسه، فلما خلق الله تعالى آدم قذف بنا في صلبه، واستقررت أنا في جنبه الأيمن، وعلي في الأيسر، ثم نقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الطيبة؛ فلم نزل كذلك

Page 193