Rawdat Wacizin
روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1
Genres
وكانت العير لأبي سفيان.
قال: ثم مضى حتى إذا كان ببطن البلقاء قال: يا جبرئيل، قد عطشت، فتناول جبرئيل قصعة فيها ماء فناوله (1) فشرب، ثم مضيا فمر على قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار، فقال: ما هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين أغناهم الله بالحلال فيبتغون الحرام.
قال: ثم مر على قوم يخاط جلودهم بمخائط من نار، فقال: ما هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال هؤلاء الذين يأخذون عذرة النساء بغير حل.
ثم مضى فمر على رجل يرفع حزمة من حطب، كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها، فقال: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا صاحب الدين يريد أن يقضى، فإذا لم يستطع زاد عليه.
ثم مضى حتى إذا كان في الجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة وسمع صوتا، قال: ما هذه الريح يا جبرئيل التي أجد، وهذا الصوت الذي أسمع؟ قال: هذه جهنم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أعوذ بالله من جهنم! ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة وسمع صوتا، فقال: ما هذه الريح التي أجد (2)، وهذا الصوت الذي أسمع؟ فقال: هذه الجنة فقال: أسأل الله الجنة! قال: ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس، وفيها هرقل، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة، ويؤتى (3) بالمفاتيح وتوضع عند رأسه، فلما
Page 153