242

أصبح ملكا على بنى إسرائيل فى العام الثامن والثلاثين من ملك آسا، وسلك طريق يروعام، وكانت زوجته تسمى إيزبول، وهى أكثر منه كفرا، فنادت ميخايهو النبى، وقالت: سيأتى ملك دمشق لقتالنا، فماذا ستكون عاقبتنا معه؟، قال: رأيت أن جميع بنى إسرائيل مشتتون على رؤوس الجبال مثل الأغنام بلا راع، ورأيت الحق تعالى جالسا على كرسى مملكته، وجلس جميع الملائكة على يمين ويسار، ويقول لأحاو: من يستطيع أن يخدع؟، وقال كل منهم شيئا، وكانت الريح واقفة عند الحق تعالى، وقالت: أخدعه، فسأل بأى كيفية؟، قالت: أدخل فى فم أنبيائه الكلام الكذب. فقال البارى تعالى: تقولين صدقا، فاخرجى وتقدمى واعلمى الآن وأدركى أن كل ما سيقوله أنبياؤه سيكون كذبا، وسيلحق بك الضرر، فضربه صدقياهو بن كنعامشتى على فمه، وقال: انصرف عنى أيها النبى وصله فإن كلامك صحيح، قال: اعلم من ذلك اليوم أنك تهرب من ركن لآخر، أو أن تختفى، فقال أحاو: أدخلوه فى السجن حتى قدومى، فقال ميخايهو: إذا عدت فسأكون كاذبا، ولما ركب للحرب لحقت به الهزيمة، وأصابه سهم فى وقت هزيمة أحاو، فحملوه إلى داره فى سومرون وتوفى فى الطريق، وربطوا زوجته فى ذلك المكان التى كانت قد تبللت بدمه فى ذلك المكان الذى كانت الكلاب قد لعقت فيه دم ناورث، فلعقت الكلاب أيضا من دمه فى نفس الموضع، كما قال الخضر (عليه السلام).

إيلياهو:

هو الخضر، وكان معاصرا لأحاو، وأمر باحتباس المطر ولا يهطل وكان الأمر كذلك، وبعد ذلك جاء خطاب الحق بأن يمضى إلى هذا المقام فى وادى كريت بالقرب من الأردن، فمضى، وكان يشرب من هذه الواحة وتأتيه القربان بالقوت، ولما أمر الخضر (عليه السلام) باحتباس المطر؛ فجفت هذه الواحة بسبب ذلك، فجاء الخطاب مرة أخرى بأن يمضى إلى ولاية الفرنج، فإن هناك أرملة أمرناها بأن تتزوجك، فمضى ونزل على هذه المرأة العجوز، فأظهرته هذه العجوز على بؤسها قائلة أنها تملك حفنة من الدقيق فى غرارة، وقدر من الزيت فى جرة، فقال الخضر: لا تخل غرارتك هذه من الدقيق، وجرتك لا تخل من الزيت حتى ينزل المطر ويكون الرخاء فى الدنيا، وقد كان.

وبعد احتباس المطر ثلاثة أعوام، أمر الحق تعالى بأن يمضى إلى أحاو ويأمره بإنزال المطر، ولما بلغ أحاو، قطع رقاب ثمانى مائة وخمسين رجلا فى يوم واحد، وادعوا نبوة الأصنام، ومنهم الأربعمائة الذين كانوا يأكلون على مائدة إيزويل زوجة أحاو فى واحة وادى قيشون، وبعد ذلك أمر بنزول المطر، وخاطب أحاو قائلا: لقد قتلت رجلا بريئا يسمى ناورث، وورثت حديقته، ويلعق الكلاب دمك فى نفس الموضع الذى لعقوا فيه دمه، وقال لإيزويل: لتأكل الكلاب لحمك فى الموضع النجس الذى يسمى يزرعيل، ويجعلوا دارك مثل دار يروعام. وقد كان.

واتفقت معظم الطوائف على أن الخضر لم يمت وأنه حى، ومذهب بنى إسرائيل أنه فى بداية ملك يورام بن أحاو أنهم حموه من النار، وكانوا ملائكة ولفوه فى ربقة وارتفع إلى السماء، وكانت مدة ملك أحاو اثنين وعشرين عاما.

أخزياهو بن أحاو:

خلف أباه فى السنة السابعة عشرة من ملك يهوشافاط وسلك مسكله ومرض، وأثناء مرضه أرسلوا الرسل إلى صنم يسمى رفوف 22؛ ليعلموا عاقبة أمره،

Page 279