167

وإذا أظهر قهره لأحد

فإن صاحب التاج يصبح تاجه أعوادا وأصبح محمد بن عبد الملك بن يحيى بن خاقان وزيرا للمقتدر، وبعده على بن عيسى بن داود الجراح، ثم أسند الوزارة إلى على بن محمد بن موسى الفرات، وبعده حامد بن العباس، وكان آخر وزرائه الفضل بن جعفر بن موسى بن الفرات، وكان أحمد بن إسماعيل السامانى أميرا لخراسان فى عهده، وبعد ذلك لنصر بن أحمد بن إسماعيل، وتوفى فى عصره أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادى صاحب ذى النون المصرى، وأبى عبد الله النساجى، وأبى عبيد التسترى، وسرى السقطى، وبشر الحافى، قال: رأيت إبليس فى المنام، وكان يمضى بعيدا عنى، قلت: تعال، قال: ماذا أصنع معك؟! إننى أخدع الناس بذلك، ولكنك بعدت عنى، قلت: ما ذا لك؟، قال: إذا انصرفت عنى الدنيا فنظر إلى، وقال: لى معك نكتة أخرى أخدعك بها، قلت: ما هى؟، قال: صحبة الصبيان.

وتوفى فى نفس السنة موسى بن إسحاق الأنصارى، ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة الكوفى فى بغداد، وكان من علماء أهل الحديث، ويوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن عماد الدين زيد القاضى فى بغداد، وكان فى الخامسة والتسعين من عمره، وأبو عون البزورى المبدل، وكان فى الثمانين من عمره، وأبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، وكان فى الرابعة والثمانين من عمره.

وتوفى أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المغربى أستاذ إبراهيم بن شيبان، وتلميذ على بن زرن، وكان يبلغ من العمر مائة وعشرين عاما، وأبو محمد داود بن على بن خلف الأصفهانى الفقيه الذى ألف كتاب الأصول إلى معرفة الأصول، وكتاب الإنظار، وكتاب الابتصار، وقال الكثير من الشعر والنثر فى عنفوان شبابه منها:

شعر

على كبدى من خفية البين لوعة

يكاد لها قلبى آسى يتصدع

يخاف وقوع البين والشمل جامع

فيبكى بعين دمعها متسرع

فلو كان مسرورا بما هو واقع

كما هو محزون لها يتوقع

Page 192