المبحث الثالث: في طبقته

بعد أن استقرت المذاهب الفقهية، ودنت فروعها على يد أئمتها، وأتباعهم، وتبحر العلماء في المذاهب الفقهية، كل على حسب طاقته ومن العلماء الذين تبحروا في الفقه الإسلامي في القرن الخامس القاضي شريح الروياني، وكوكبة زامنته في عصره من علماء الأمة الذين رفعوا راية العلم، وأناروا دروب حياتها، وكان لهم جهود مضنية، وأعمال واضحة لخدمة الإسلام، والمسلمين، في التأليف والتدريس، والقضاء وغير ذلك، ومن أشهرهم:

1. أحمد بن علي بن بدران، أبوبكر الحلواني، ولد سنة (٤٢٠هـ)، كان شيخاً جليلاً، أحد القراء، قرأ على الحسن بن غلاب، وعلى محمد بن فارس الخياط، قرأ عليه أبوسبط الخياط، من مصنفاته "لطائف المعارف"، توفي سنة (٥٠٧هـ)^(١).

2. أحمد بن علي بن محمد بن برهان، ولد سنة (٤٧٩هـ)، وتفقه على الغزالي، والشاشي وبرع في المذهب وله مصنفات منها "البسيط"، و"الوسيط"، و"الوجيز" توفي سنة (٥٢٠هـ)^(٢).

3. أحمد بن محمد بن محمد، مجد الدين، أبوالفتوح، أخو أبي حامد الغزالي، كان فقيها غلب عليه الوعظ، والميل إلى الانقطاع، والعزلة، اختصر الاحياء في مجلد وسماه "لباب الإحياء" و "الذخيرة في علم البصيرة" توفي سنة (٥٢٠هـ)^(٣).

4. الحسين بن مسعود بن محمد، أبو محمد البغوي، ويعرف بالفراء، أو بإبن الفراء، العلامة محي السنة، أحد الأئمة، تفقه على القاضي حسين، وكان ديناً، عالماً، عاملاً على طريقة السلف، إماماً في الفقه، والحديث، والتفسير، ومن مصنفاته "التهذيب"، وكتاب "شرح السنة" توفي سنة (٥١٠هـ)^(٤).