218

Al-Rawḍ al-Zāhir fī sīrat al-malik al-Ẓāhir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

قد ذكرنا اهتمام السلطان بأمر الغرب، واستخدامه أربعين ديوانة يتوجهون إليه لاستخراج الزكاة. وتوجه الأمير جمال الدين أقوش الشقيري، فلما كان في شعبان وصل كتابه بأنه توجه هو وزين الدين مرید بن عزاز ، وقصدوا بلاد الحواشنة أولاد رافع، وأنهم لما رأوهم اجتمعوا في خيلهم ورجلهم، وقالوا : «نحن ما طرق بلادنا طارق، وفي قديم الزمان دخل المايرقي إلينا فقتلناه وجميع من معه ؛ ووصل إلينا في قديم الزمان ابن الدوبلك في جمع فقتلناه هو وأصحابه ؟ وصاحب الغرب أقرب إلينا منكم، ولو أطعنا أحدة كان أحق بطاعتنا، وليس لكم إلا السيف ». فخوفهم جمال الدين المذكور وزين الدين مرید بن عزاز من السلطان، وقالوا لهم : «ان كنم كرهتم الإقامة في هذه الأرض فافعلوا ما شئتم فإن العساكر تقصدكم إلى أقصى الغرب، وان أردتم صون أموالكم فأدوا الزكاة التي فرضها الله ». فدخل المذكورون في الطاعة، واستخرجت منهم الزكاة وغيرها من الحقوق، وذلك في جمادى الآخرة سنة أربع وستين وستمئة.

ذكر غزوة سيس، وأسر ملكها وقتل أخيه وعمه وأسر ولد عمه

قد ذكرنا ۱ مراوغة التكفور، صاحب سیس، وانه لما انفصل حديث صفد، ونزل السلطان على الحسورة رسم بأن العساكر لا تدخل دمشق. فاتفق أنهم تسللوا واحدة واحدة، ودخلوا دمشق، فأمر السلطان بهم فأخرجوا مكتفين بالحبال.

وجهز السلطان الملك المنصور ومن جرد في خدمته من الأمراء، وهم

Page 269