al-Rawd al-zahir fi sirat al-malik al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Genres
- وفي هذا اليوم وقف رجل من الأجناد، ومعه صغير يتيم، فقال : « أنا وصي هذا الصغير ». وشکا من قضية تتعلق به ؛ فقال السلطان القاضي القضاة : «اعلم أن الأجناد يموت واحد منهم فيستولي خشداشه على موجوده ، ويجعل اليتيم وشاقيه، ويموت اليتيم، فيستولي الوصي على الموجود، أو يكبر اليتيم ولا يجد شيئا ولا تقوم له حجة على موجوده ؛ والوصي قد يموت فينغمس مال اليتيم في ماله . وأنا أرى أن أحدا من الأوصياء لا ينفرد بوصية، وليكن نظر الشرع شاملا، وأموال اليتامی مضبوطة، وأمناء الحكم يحاققون على المصروف ». وطلب نواب الأمراء، ونقباء العساكر، وأمرهم بذلك، وأمر باستمرار الحال عليه.
وفي جمادى بلغ السلطان أن جماعة من عسكر شير از واصلون لطلب صدقات السلطان، فتقدم بالإحسان إليهم، ووصلوا في ثالث رجب، ومقدمهم الأمير سيف الدين بكلك، ورفقته، وهم : سيف الدين اقتبار، جمدار جلال الدین خوارزم شاه، والأمراء الأتابكية غلمان أتابك سعد - رحمه الله تعالى ! - وهم جماعة كبيرة منهما سنقر جاه وغيره من الأتابكية. ووصل في صحبتهم حسام الدين حسين بن ملاج، أمير العراق، وجماعة من أمراء خفاجة، فأحسن السلطان إلى الجميع وتلقاهم بنفسه، وأمر الأمير سيف الدين بكلك، وأعطاه طباخاناه، وكذلك أمراء خفاجة، والأمير مظهر الدين وشاح بن شهري. وأطلق لحسين بن ملاج قرية في الشام، وجهز هم إلى بلادهم.
وفي شعبان عدى إلى الحيزية متنزها في الأهرام، وركب، ورمی، فعداها نشابه، وطولها أربعمئة ذراع بذراع العمل، وطلع إليها جماعة من خارجها، حتى إن فراشة للأمير سيف الدين قشتمر العجمي طلع بخركاه، ونصبها على علوها، وأقامت أياما.
Page 198