220

Rawḍ al-akhyār al-muntakhab min Rabīʿ al-abrār

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Publisher

دار القلم العربي

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

حلب

مآكله وقتيل أنامله، فكم لقمة أكلت نفس حرّ، وأكلة منعت أكلات دهر؟. أبو بكر بن أحمد ﵀:
يا زائدا في أكله لقمة ... أسقمت جسما سالما بالتّخم
فيالها من لقمة أسقمت ... جسما وردّت عدّة من لقم
يقال: الأكل فوق المقدار يضيّق على الروح ساحته. قيل: راع غذاءك تحكم به بناءك. قيل: من غرس الطعام ثمرة السقام. وقالوا: إدخال اللحم على اللحم يقتل السباع في البرّ. يقال: ليس للبطنة خير من خمصة تتبعها.
الحارث: البطنة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وأعطوا كل بدن ما اعتاد.
يقال: لم يوجد كتاب أجود في معرفة الأدوية المفردة من كتاب الجامع لابن البيطار. عن النبيّ ﷺ: «المعدة بيت الداء» . جالينوس: استدامة الصحة بترك التكاسل في الرياضة، وبترك الامتلاء من الطعام والشراب. وعنه: الإقلال من الضارّ خير من الإكثار من النافع. سئل عن الأخلاط فقال: الدم: عبد مملوك وربما قتل العبد مولاه، والصفراء: كلب عقور في حديقة، والبلغم الملك كلما أغلقت عليه بابا فتح بابا آخر، والسوداء: الأرض إذا تحرّكت تحرّك ما عليها.
وعنه: يعالج ما في الرأس بالغرغرة، وما في المعدة بالقيء، وما في البدن بإسهال البطن، وما بين الجلد بالتعريق، وما في داخل العروق بإرسال الدم.
أبقراط: العافية ملك خفيّ لا يعرفها إلا من عدمها. قيل: مما يورث الهزال النوم على غير وطاء، وكثرة الكلام برفع الصوت. النظّام: ثلاث يحلقن العقل: طول النظر في المرآة، والاستغراب «١» في الضحك، ودوام النظر في

1 / 224