167

Rawḍ al-akhyār al-muntakhab min Rabīʿ al-abrār

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Publisher

دار القلم العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

حلب

تحبّ عدوّي ثم تزعم أنني ... صديقك؟ ليس النّوك عنك بعازب «١»
غيره:
أترجع أحباب بنقص وذلّة ... وترجع أعداء بفضل وعزّة؟
إذا كان هذا في الأحبّة فعلكم ... فلا فرق ما بين العدا والأحبّة
صوفيّ: إذا صحّ الودّ سقطت شروط الأدب. بعض العارفين:
إذا ما حبال الودّ تشتدّ بيننا ... فلا شكّ أن يطوى بساط التكلّف
عليّ ﵁: شرط الألفة ترك الكلفة. الجنيد «٢»: لا تصحب من تحتاج أن تكتمه ما يعرف الله منك. قيل: صن الاسترسال منك حتى تجد مستحقا له، واجعل أنسك آخر ما تبذله من ودّك. جعفر بن محمد: إياك وسقطة الاسترسال فإنها لا تستقال. الأكثم: الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء. قيل: إذا أقبل عليك مقبل بودّ فلا تكثر الإقبال عليه، فالإنسان من شأنه التباعد ممّن دنا منه والدنوّ ممن تباعد عنه. قيل: من أحببت فلا تأمنه، ومن أبغضت فلا تهجره. وقيل: خالط الناس وزايلهم. الفضيل: من سخافة عقل الرجل كثرة معارفه.
قيل: المروءة التامّة مباينة العامّة. وقيل: من استأنس بالله استوحش من الناس. كان ابن المبارك لا يجالس إلا كتبه، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال:
كيف أستوحش وأنا أجالس الله تعالى والملائكة والأنبياء والخلفاء والعلماء

1 / 171