123

Rawd Akhyar

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Publisher

دار القلم العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

حلب

أتى غنيا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه. أرسطاطاليس: محبّة المال وتد الشرّ كله لأنّ الشرّ كله متعلق به. الحسن: أوّل دينار ضرب وضعه إبليس على عينيه وقال: من أحبك فهو عبدي:
النار آخر دينار نطقت به ... والهمّ آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينهما إن لم يكن ورعا ... لا شكّ يجمع بين الهمّ والنار
فضيل: بخس الميزان سواد الوجه يوم القيامة، وإنما أهلكت القرون الأولى لأنهم أكلوا الربا، وعطّلوا الحدود، ونقصوا الكيل والميزان. عن النبي ﷺ:
«التجّار هم الفجّار. فقيل: أليس الله أحلّ البيع؟ فقال: بلى، ولكنهم يحدّثون فيكذبون، ويحلفون فيحنثون» . عيسى ﵇: المال فيه داء كثير. فقيل: يا روح الله، ما داؤه؟ قال: يمنع صاحبه حقّ الله. فقيل: فإن أدّى حقّ الله؟ قال: لا ينجو من الكبر والخيلاء. فقيل: فإن نجا؟ قال:
يشغله إصلاحه عن ذكر الله. قال رجل لإبراهيم بن أدهم: اقبل منّي هذه الجبّة.
فقال: إن كنت غنيا قبلتها منك. فقال: أنا غنيّ. فقال: كم مالك؟ فقال:
ألفان. فقال: أيسرّك أن يكون أربعة آلاف؟ قال: نعم. قال: أنت فقير، لا أقبلها منك.
عليّ ﵁: يابن آدم، ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك. عامر: أحبّ الناس إلى الله الفقراء، فكان أحبّ خلقه إليه الأنبياء ﵈، فابتلاهم بالفقر. أنس ﵁، رفعه: «يقول الله تعالى لملائكته؟ ادنوا من أحبّائي، فتقول الملائكة: سبحانك من أحبّاؤك؟ فيقول:
ادنوا من فقراء المسلمين» . محمد بن عبد الوهاب: ما رأيت أذلّ من الأغنياء في

1 / 127