83

Rawae'a Al-Bayan Tafsir Ayat Al-Ahkam

روائع البيان تفسير آيات الأحكام

Publisher

مكتبة الغزالي - دمشق

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م

Publisher Location

مؤسسة مناهل العرفان - بيروت

Genres

الحكم وبقاء التلاوة؟ والجواب من وجهين: أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة. وثانيها: أن النسخ غالبًا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرًا بالنعمة، ورفع المشقة حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه. الحكم الثالث: هل ينسخ القرآن بالسنّة؟ اتفق العلماء على أنّ القرآن ينسخ بالقرآن، وأن السنة تنسخ بالسنة، والخبر المتواتر بغير المتواتر؟ فذهب الشافعي: إلى أن الناسخ للقرآن لا بدّ أن يكون قرآنًا مثله، فلا يجوز نسخ القرآن بالسنة عنده. وذهب الجمهور: إلى جواز نسخ القرآن بالقرآن، وبالسنّة المطهرّة أيضًا، لأن الكل حكم الله تعالى ومن عنده. دليل الشافعي: استدل الإمام الشافعي على منع نسخ القرآن بالسنة بقوله تعالى: ﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا﴾ ووجه الاستدلال عنده من وجوه: الأول: أنه قال: ﴿نَأْتِ﴾ وأسند الإتيان إلى نفسه، وهو لا يكون إلا إذا كان الناسخ قرآنًا. الثاني: أنه قال: ﴿بِخَيْرٍ مِّنْهَا﴾ ولا يكون الناسخ خيرًا إلاّ إذا كان قرآنًا لأن السنة لا تكون خيرًا من القرآن.

1 / 105