77

Rasail

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Genres

إلا علي وطلحة والزبير وأبو دجانة. وقد روي عن ابن عباس أنه قال: ولهم خامس وهو عبد الله بن مسعود. ومنهم من أثبت سادسا وهو المقداد بن عمرو. وروى يحيى بن سلمة بن كهيل قال: قلت لأبي: كم ثبت مع رسول الله يوم أحد؟ فقال: اثنان. قلت: من هما؟ قال: علي وأبو دجانة. وهب أن أبا بكر ثبت يوم أحد، كما يدعيه الجاحظ، أيجوز له أن يقول ثبت كما ثبت علي فلا فخر لأحدهما على الآخر، وهو يعلم آثار علي ذلك اليوم وأنه قتل أصحاب الألوية من بني عبد الدار منهم طلحة بن أبي طلحة الذي رآه رسول الله في منامه أنه مردف كبشا فأوله وقال: كبش الكتيبة فقتلته. فلما قتله علي مبارزة - وهو أول قتيل قتل من المشركين ذلك اليوم - كبر رسول الله وقال: هذا كبش الكتيبة. وما كان منه من المحاماة عن رسول الله وقد فر الناس وأسلموه، فتصمد له كتيبة من قريش فيقول: يا علي، اكفني هذه. فيحمل عليها فيهزمها ويقتل عميدها، حتى سمع المسلمون والمشركون صوتا من قبل السماء: «لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي.» وحتى قال النبي عن جبريل ما قال. أتكون هذه آثاره وأفعاله ثم يقول الجاحظ: لا فخر لأحدهما على صاحبه! ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

قال أبو جعفر:

ما كان أغناك يا أبا عثمان عن ذكر هذا المقام المشهور لأبي بكر، فإنه لو تسمعه الإمامية لأضافته إلى ما عندها من المثالب؛ لأن قول النبي له: «ارجع.» دليل على أنه لا يحتمل مبارزة أحد؛ لأنه إذا لم يحتمل مبارزة ابنه - وأنت تعلم حنو الابن على الأب وتبجيله له وإشفاقه عليه وكفه عنه - لم يحتمل مبارزة الغريب الأجنبي. وقوله له: «ومتعنا بنفسك» إيذان له بأنه كان يقتل لو خرج، ورسول الله كان أعرف به من الجاحظ. فأين حال هذا الرجل من حال الرجل الذي صلي بالحرب ومشى إلى السيف بالسيف فقتل السادة والقادة والفرسان والرجالة؟!

أما قوله إنه بذل الجهد، فقد صدق. وأما قوله: لا حال أشرف من حاله فقد أخطأ؛ لأن حال من بلغت قوته أضعاف قوته فأعملها في قتل المشركين أشرف من حال من نقصت قوته عن بلوغ الغاية. ألا ترى أن حال الرجل أشرف في الجهاد من حال المرأة، وحال البالغ الأيد أشرف من حال الصبي الضعيف؟

من كتاب فضل هاشم على عبد شمس

قال أبو عثمان:

إن أشرف خصال قريش في الجاهلية: اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة، وهذه الخصال مقسومة في الجاهلية لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى، دون بني عبد شمس. على أن معظم ذلك صار شرفه في الإسلام إلى بني هاشم؛ لأن النبي

صلى الله عليه وسلم

لما ملك مكة صار مفتاح الكعبة بيده فدفعه إلى عثمان بن طلحة، فالشرف راجع إلى من ملك المفتاح لا إلى من دفع إليه. وكذلك دفع رسول الله

صلى الله عليه وسلم

Unknown page