============================================================
فكل من ذكر عن نفسه أنه موحد وهو منمساك بشيء من الشرع، فقد أبطل وكذب في قوله. بل هو ملحد كافر. ومن كان من أهل الباطن تأويليا وذكر عن نفسه أنه موحد، فقد كذب و أبطل في قوله. بل هو مشرك كافر أشرك بمولانا جل اسمه وخالفه، لأن الباطن قرين الظاهر وهما زوج، كما نطق به المجلس يقول: فاعلموا إن كل شيء خلفه الله جل اسمه زوجا ليكون هو فردا واحدا لا شيء كمثله. فمن أجل ذلك خلق لكم سماء وأرضا، وبرا وبحرا، وحقا وباطلا، وولوا ومرا، وسابقا وتاليا، وناطقا وأساسا، وإماما وحجة. ومنل هذا كثير ليكمل التوحيد فردا غير زوج و فمن ذلك كان كل من ادعى النوحيد وهو يقول بالظاهر والباطن كان كاذبا في قوله. ومن دخل في طاعة قائم الزمان إلى المسلك الثالث، فقد صار موحدا لأنه تخلص من الزوج واتبع الفرد.
فامل أيها الذاظر في هذا الكتاب إلى هذه الاحتجاجات واقرنها بسماع مجالسك وبالكتاب المنزل يظهر لك الحق فتتبعه.
نطق القرآن على لسان محمد يقول له: " إنا أنزلذا إليك الكتاب بالحق "(2) . الكتاب علي و المخاطبة لمحمد. والحق القائح. صاروا ثلثة: الفرد بين الزوج ول واعلموا إن الشمع من النحل، والنحل هم الدعاة، والعسل علم الناطق. والشمع فقد تخلص من العسل وفارقه. كذلك الكلمة قد علت على حد الناطق والأساس، وسلكت إلى المسلك الثالث وهو مسلك التوحيد . وكذلك القطن وهو من زريعة الأرض والأرض هي الأباس والقطن فقد خرج من الأرض وفارقها. كذلك صاحب هذا الحد وهو السابق قد فارق التتزيل
Page 280