============================================================
امر ولا يخلو مني عصر . أنا صاحب المنزلنين، ومبيد الشريعنين، ومدحض الشهادنين. أنا صاحب الراجفة وعلى يدي تكون النعم المترادفة.
واعلموا أيها الأخوان أن غيبتي عنكم غيبة امنحان لكم ولجميع أهل الأديان. فمن وفى و منكم بما وتق عليه، ولم ينكص على عقبيه، فسأوتيه أجرا عظيما، وأنيله مفاما كريما. ومن انعكس وارتكس، وصد عن الحف وأبلس، وأصغى إلى الشيطان بما زخرف ووسوس، وأدخل حت الجزية، وأوفع به الذمة والخزية، جزاء بما احنقب وانقلب إلى شر منقلب، ذلك لما عاند وكذب، فلا نقيلوا إلى ما زخرف الشيطان، ولا ترغبوا في الزور والبهذان. وأقبلوا على دعاة الحمن، واجنتوا من تهرات الحكمة والبرهان، نكونوا من أهل الفوز والغفران.
فسوف يرد إليكم أمر ترونه عن قليل، يشفى به الحدور والغليل. ويكون لأهل النوحيد عند ظهوره نعمة شاملة، وعلى مخالفينهم نقمة كاملة. يرذ بها الرجل النائي عن دياره، المنقطعة اخباره، الغائب في الحجب، الناظر في البعد والقرب. وهو أحد الأنصار، وبمعرفة رتبنه ينال الدين والافتخار، لا من التركى ولا من الخزر، يكنى في ظهوره بالمظفر . يرى كأنه غريب، مؤيد في فعله مصيب.
و فيقظوا من رقدتكم، وأفلعوا عن سهونكم. فقد أزف الظهور. وحان الوفت المقدور: وقد أنفذت إلى أهل طاعتي، ومن هو متمسك بإمامتي، هذه الرسالة إعذارا وانذارا، وهدى و استبصارا كونوا أيها الأخوان على هبة من أمركم، ولا تظنوا الذي أنتم فيه
Page 248