============================================================
[33] رسالة التحذير والتنبيه
[من رسائل حمزة. فيها يبين منزلته ومهمته الموكلة اليه قبل كل الدهور. فهو يبشر المؤمنين بالمكافأة المعدة لهم، وينذر الكافرين بقصاصات لا نهاية لها. وهو بوصي الموحدين بحةظ بعضهم ب عضا ليكمل إيمانهم. في الرسالة إشارة واضحة إلى التقية وكيفية صون الحكمة عن غير أهلها.] ببم الأزلي القديم، والمولى الكريم، والرب الرحيم. الواحد المنزه عن صفة الآحاد، الفرد الذي لا يشاكل الأفراد، المنعالي عن سمة الأعداد والأنداد ، المولى المنعاظم عن معذى الصاحبة والأولاد، الحاكم الذي خضعت لهيبنه جميع العباد. لم ينجانس مع المنجانسين، ولم يبلغ كنه وصفه الواصفين، ولا تدركه أبصار الناظرين، ولا تحوط بهويته أفكار المتفكرين. مبدع المبدعات بفقدرته، وموحد الأشباء بمشيته، الذي أوجد القلوب عرفان طاعته، فأخذت القلوب من معرفته ما احتملت، وكشف لها من مكنون سره ما علمت. أبدع الأشباء بلا مثال، وهو الباقي الذي ما لملكه زوال. انفرد بالالهية، وأيد أهل طاعته بروح قدسية. أبدع الحدود الروحانيات، ورفع بعضهم على بعض درجات. وخني وفضلني عليهم بالنأييد والبركات.
فالحمد لمن أبدعني من نوره، وأييدني بروح فدسه، وخحني بعلمه، وفوض إلي أمره، وأطلعذي على مكنون سره.
فأذا أصل مبدعانه، وصاحب بره وأمانانه، المخصوص بعلمه وبركانه.
Page 242