204

Rasail Hikma BK1

Genres

============================================================

فعالى نورك الأزل، قبل الأزل، ومزيج العلل، ومفني الدول الأول. الذي لم يزل باطنا ففي ظهوره ظاهرا فيما بطن، بقوم بناسونته في كل عصر وزمن. ليس بمحصور في الناسوت، فيغيب عنه علم الملكوت. لكنه يتجلى، وبتدانى ولا بتدلى. ظهوره من غير زوال ولا تتقل، وغيبنه من غير حركة ولا نقلقل. بل ظهوره بالتيء إقباله عليه، وغيبنه به نوفية منه إليه.

فعالى بديع العقل والأجناس، المكون بأمره الهيولى والأنشخاص. وخالفها وباريها، ومحركها إلى أغراضها ومجريها. القائم بالناسوت بالعجز حينا م بالقدرة، الموحي إلى كل معلول منه أمره. الجاهل لكل علة منه مقاما معلوما، ورسما مرسوما. يسبح في دائرنه، ويدور على مركز در اينه. بطبعه في فعله، ويسبحه بعقله. سبوح له سبوح، منزه عن الضد والأنداد سبوح. لا حوط به رسم، ولا بنطلق عليه اسم. ولا ينحصر في العلم، ولا يتصور في الوهم. بل بننهي المخلوق من حبث هو إلى منله، ويهجم به الطلب إلى جنسه وشكله.

وهل يرى الناظر في النور إلا بمثل ما يرى فيه من الكثافة، أم هل يدرك الكثيف للطيف الامبادة من اللطافة.

فاسنبشروا معاشر الموحدين بما أمدكم به مولانا جل ذكره على يد ولي زمانكم بنأييد من لطيف حكمنه، واحمدوه على ما نشر عليكم من ظل رحمنه، إذ أوصلكم وهداكم إلى ولاية وليه ومعرفنه، فاعملوا بطاعته، وتميكوا بمحبته، واعلموا أنكم ععبيده وفي قبضته. وهو رب العرش مولاكم، يعلم سركم ونجواكم، وينظر إلى أعمالكم ويراكم. فاجنتبوه في السر والجهر، إنه عليم بكم ذو خبر فد فاز منكم من كان له وليا، وبعهده وميناقه وفيا، وبحكمه رضيا، أولئك يدخلون الجنة و لا يظلمون شيئا. وأما من لاذ بحرمه، وانفرد بكتمان

Page 230