88

Rasail Fi Lugha

رسائل في اللغة (رسائل ابن السيد البطليوسي)

Investigator

د. وليد محمد السراقبي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م.

Publisher Location

الرياض

لا يمدح بكثرة النظراء والأشباه، وإنما يمدح بقلة النظير أو عدمه// بالجملة؛ ولذلك قالوا في التعجب: إنه ما خفي سببه خفاء وخرج عن نظائره. وإنما يريدون بقولهم: «ربه رجلًا» أنه قليل غريبٌ في الرجال؛ فكأنهم قالوا: ما أقله في الرجال وما أشده فيهم! . ويدل على ذلك تصريحهم في المدح بلفظ القلة في نحو قولهم: هل من يقول هذا، وقل من يعلم ذلك إلا زيد، ونحو ذلك. وقال أبو زيد الأنصاري: (بيد) بمعنى (غير) وربما كانت بمعنى (من أجل). وقال أبو عبيدة: «الأسد توصف بـ (الفدع)، وهو أن تقبل الرجل الواحدة على الأخرى، وربما كان الفدع أن ينقلب الرسغ إلى الجانب الوحشي، أراد أن هذا قليل، والأول هو الأكثر». وقال أبو العباس المبرد في الكامل: «وكانت الخنساء وليلى مباينتين في أشعارهما لأكثر الفحول، ورب امرأة تتقدم في صناعة، وقلما يكون ذلك. والجملة ما قال الله_عز وجل_: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف ١٨: ٤٣] ومما جاءت فيه- (رب) بمعنى القلة قول العرب: ربما خان الأمين، وربما سفه

1 / 126