146

Rasail Falsafiyya

Genres

============================================================

و إذا كان لابد من أن الوحدة والكثرة تشتركان فى كل محسوس فإن الكندى يبحث فى علة ذلك : أهو البخت والاتفاق، يعنى بالصدفة ؟

أم هو بعلة ؟

ل وهو بعد أن ينتهى إلى أن اشتراك الكثرة والواحدة فى الأشياء المحسوسة لايمكن أن يكون عن مجرد اتفاق ومصادفة ، يتبت له أن ذلك لابد أن يكون بعنة منذ بده كون الأشياء .

ثم ينتقل إلى بحث هذه العلة : هل هى علة من ذات الأشياء؟

أو أن الأشياء مشتركة بعلة أخرى خارجة عنها؟

فإن كان لأول ، فإن العلة بعض الأشياء ، ويتحتم أن تكون أقدم منها جميعا وهى إما أن تكون وحدة فقط أو كثرة فقط أو كثرة مشتركة مع وحدة .

وينشأ عن القرضين الأولين التناقض، كما تقدم .

أما الفرض الثالث، وهو كونها كثرة مشتركة مع وحدة ، فهو ينحصر فى : أن يكون الاشتراك بينهما اتفاقا ومصادفة، فيؤدى ذلك إلى التناقض ، أو أن يكون من ذاتهما ، فيؤدى هذا إلى أن يكون للاشتراك علة من ذاتهما، وهكذا إلى غيرنهاية ؛ وهو مستحيل ، لأنه لا يمكن أن يكون شىء بالفعل بلانهاية .

فلم يبق الا أن يكون للاشتراك علة أخرى غير ذاتهما : تكون أعلى منهما وأشرف وأقدم ، لأن العلة قبل المعلول بالذات؛ وتكون أيضا غير مشاركة لهماء لأن المشاركة فى المشتركات تحتاج إلى علة خارجة عنها ، وهذا يسير إلى غيرنهاية، ال وهو متنع فى العل . ويجب أن لا تكون هذه العلة بجانسة لهما ، لأن الأشياء التى من جنس واحد لا أحد منها أقدم من الآخر بذاته . فهى بناء على ذلك لاتشبه الآشياء ولا تشاكلها، " بل هى علة كونها وثبايها" :

Page 146