وما أدب الإنسان شيء كعقله
ولا زينه إلا بحسن التأدب
وقال: إن الأفئدة مزارع الألسن، فمنها ما ينبت ما زرع فيه من حسن، ولا ينبت ما سمج، ومنها ما ينبت ما سمج ولا ينبت ما حسن، ومنها ما ينبت جميع ذلك، ومنها ما لا ينبت شيئا، وإن من المنطق لما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر وأمر من الصبر، وأحر من الأسنة وأنكد من زحل، ولربما احتقرت كثيرا منه على حرارته ومرارته ونكده، مخافة ما هو أحر منه ، وأمر وأفظع وأنكد، وفي ذلك أقول شعرا:
لقد أسمع القول الذي كاد كلما
يذكرنيه الدهر قلبي يصدع
فأبدي لمن أبداه مني بشاشة
كأني مسرور بما منه أسمع
وما ذاك من عجب به غير أنني
أرى أن ترك الشر للشر أقطع
وقال في ذي الوجهين: من أظهر ما تحب أو تكره؛ فإنما يقاس ما أضمر بما أظهر؛ لأنك لا تقدر أن تعرف ما أسر. وقال:
Unknown page