مشاتم يحيين بعد الممات
فتاة تجللها شيخها
فبئس الشيخ ونعم الفتاة
ومما كان بقي فيهم من الحنيفية إيمانهم بالملكين الكاتبين، حدثني بعض أصحابنا عن عبد الرحمن بن خالد الناقد، قال: كان الحسن بن جهور مولى المنصور خرج إلى بعض ولد سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب كتابا، كان لعبد المطلب بن هاشم كتبه بخطه، فإذا هو مثل خط النساء، وإذا هو: باسمك اللهم، ذكر حق عبد المطلب بن هاشم من أهل مكة على فلان بن فلان الحميري من أهل أول صنعاء عليه ألف درهم فضة طيبة كيلا بالحديدة، ومتى دعاه بها أجابه شهد الله بذلك والملكان: وقال الأعشى:
ولا تحسبني كافرا لك نعمة
على شاهدي يا شاهد الله فاشهد
قوله على شاهدي؛ أي على لساني شاهد الله، يعني: الملك.
ومن ذلك أحكام كانت في الجاهلية أقرها الله في الإسلام، لا يبعد أن تكون من بقايا دين إسماعيل - عليه السلام - منها دية النفس مائة من الإبل، ومنها اتباع حكم المبال في الخنثى، ومنها البينونة بطلاق الثلاثة، وللزوج على المرأة في الواحدة والاثنين، فهذه حالها في الجاهلية مع أحوال كثيرة في العلم والمعرفة، سنذكرها بتمامها بعد - إن شاء الله - ثم أتى الله بالإسلام، فابتعث منها النبي
صلى الله عليه وسلم
سيد الأنبياء، وخاتم الرسل وناسخ كل شرعة وحائز كل فضيلة، ونشر عددها وجمع كلمتها وأمدها بملائكته، وأيدها بقوته ومكن لها في البلاد وأوطأها رقاب الأمم، وجعل فيها خلافة النبوة، ثم الإمامة خالدة تالدة حتى يأتي المسيح - عليه السلام - فيصلي خلف الإمام منها فاردة لا يستطيع أحد أن يأتي بمثلها.
Unknown page