212

Rasail Bulagha

رسائل البلغاء

Genres

وما مثله في الناس إلا مملكا

أبو أمه حي أبوه يناسبه

يمدح به إبراهيم بن هشام المخزومي وهو خال هشام بن عبد الملك فمعنى هذا الكلام أن إبراهيم بن هشام ما مثله في الناس حي إلا مملك يعني هشاما أبو أمه، أي جد هشام لأمه أبو إبراهيم هذا الممدوح، فهو خاله أخو أمه، فهو يشبهه في الناس لا غير، وهذا غاية التعقيد والتنكيد وليس تحته شيء سوى أنه شريف كابن أخته شريف .

قال أبو الريان: ومن شر عيوب الشعر كلها الكسر؛ لأنه يخرجه عن نعته شعرا. وليس مما يقع لمن نعت بشاعر، فأما الإقواء، والإيطاء، والسناد، والإكفاء، والزخاف، وصرف ما لا ينصرف؛ فكل ذلك يستعمل، إلا أن السالم من جميع ذلك أجمل وأفضل، قال: ومن عيوبه المذمومة مجاورة الكلمة ما لا يناسبها ولا يقاربها، مثل قول الكميت:

حتى تكامل فيها الدل والشنب

وكما قال بعض المتأخرين في رثاء:

فإنك غيبت في حفرة

تراكم فيها نعيم وحور

وإن كان النعيم والحور من مواهب أهل الجنة، فليس بينهما في النفوس تقارب، ولا لفظة تراكم مما يجمع بين الحور والنعيم، ومثله قول بعضهم:

والله لولا أن يقال تغيرا

Unknown page