فنقي الكلام شاعر الجاهلية والإسلام، واستحسن شعره أفصح الناطقين ودعا له أصدق الصادقين. وكان شاعرا في الافتخار والثناء، قصير الباع لشرفه عن تناول الهجاء. وكان مغلوبا فيه في الجاهلية وطريد ليلى الأخيلية.
وأما العشي بأجمعهم:
فكلهم شاعر، ولا كميمون بن قيس شاعر المدح والهجاء واليأس والرجاء، والتصرف في الفنون، والسعي في السهول والحزون، نفق مدحه بنات المحلق. وكان في فقر ابن المذلق، وأبكى هجوه علقمة كما تبكي الأمة.
وأما الأسود بن يعفر:
فأشعر الناس، إذا ندب دولة زالت، أو بكى حالة حالت، أو وصف ربعا خلا بعد عمران، أو دارا درست بعد سكان، فإذا سلك هذا السبيل فهو من حشو هذا القبيل: كعمرو، وزيد، وسعد، وسعيد.
وأما حسان:
فقد اجتث بواكر غسان، ثم جاء الإسلام وانكشف الإظلام، فجاحش عن الدين، وناضل عن خاتم النبيين، فشعر وزاد وحسن وأجاد، إلا أن الفضل في ذلك لرب العالمين وتسديد الروح الأمين.
وأما دريد بن الصمة:
فصمة صمم وشاعر جشم وغزل هرم، وأول من تغزل في رثاء، وهزل في حزن وبكاء. فقال في معبد أخيه قصيدته المشهورة يرثيه:
أرث جديد الحبل من أم معبد
Unknown page