427

Rasāʾil al-Sharīf al-Murtaḍā

رسائل الشريف المرتضى

Editor

السيد أحمد الحسيني

Publisher

دار القرآن الكريم

Edition Number

الأولى

Publication Year

1405 AH

Publisher Location

قم

وهل يجوز أن يكون القول بقيد سورة يختارها هو عليه، أو يكون هذا القول قبل نزول القصار، أو يكون الهاء راجعة في هذا المكان عليه عليه السلام وهو لأن مثله من (1) لم يستفد من المخلوقين العلم والحظ لا يأتي بذلك ولا أولاه، بالإجابة عن هذه الشبهة، فلما يرد من عنده المزية القوية الراجحة، لا أعدمه الله تعالى التوفيق وقع (2) به كل ضال وزنديق.

الجواب:

إعلم أن الذي يعلم أن هذا الذي حكي في المسألة من الكلام المسجوع ليس بمعارضة للقرآن، وأن معارضته لا تتأتى في أنف الزمان، كما لا تتأتى في سالفه. أن من المعلوم ضرورة أن الذين تحدوا بالقرآن من فصحاء العرب وبلغائهم وخطبائهم وشعرائهم كانوا على المتأخرة لو كانت متأتية غير ممنوعة أقدر وبها أبصر وأخبر.

فلما وجدناهم مع التصريح والتعجيز وتحمل الضرر الشديدة في مفارقة الأديان والأوطان والربانيات والعبادات فقدوا (3) عن المعارضة ونكلوا عن المقابلة علمنا أن من يأتي بعدهم عنها أعجز ومنها أبعد.

وإن كل شئ تكلفه بعض الملحدين في هذه الأزمان القريبة وادعوا أنه معارضة ليس بواقع، لأن ما يقدر عليه أهل زماننا هذا من كلام فصيح ذلك السلف، عليه أقدر و [ما] أعجز عنه ذلك السلف، فمن يأتي بعدهم أولى بالعجز.

وهذا دليل في نفي المعارضة، وما يحتاج معه إلى تصفح المعارضات

Page 437