161

وأنت ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين فما قدمت عليك أيدينا الا صفرا من الحسنات مملوة بالمعاصي والسيئات وجودك أوسع وأكمل من أن يضيق عمن التجاء إليك واعتمد بفضلك ورحمتك عليك وأنت دللنا على جودك وهديتنا إلى فضلك وامرتنا بالدعاء وضمنت الإجابة وأنت الجواد الكريم البحث الثاني في خصوصيات باقي الصلاة بالنسبة إلى اليومية يختص الجمعة باستحضار ان يومها يوم عظيم وعيد شريف خص الله تعالى به هذه الأمة وجعله وقتا شريفا لعبادته ليقربهم فيه من جواره ويبعدهم من طرده وناره وحثهم فيه على الاقبال بصالح الأعمال وتلافي ما فرط منهم في بقية الأسبوع من الاهمال وجعل أهم ما يقع فيه من طاعته وما يوجب الزلفى والقرب إلى شريف حضرته صلاة الجمعة وعبر عنها في محكم كتابه العزيز الكريم بذكر الله الجسيم وخصها من بين سائر الصلوات التي هي أفضل القربات بالذكر الخاص فقال سبحانه يا أيها الذين امنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون وفى هذه الآية الشريفة من التنبيهات والتأكيدات ما يتنبه له من له حظ من المعاني لا يليق بسطه بهذه الرسالة ومن أهم رمزها فنا؟

التعبير عن الصلاة بذكر الله ونبه بذلك على أنه الفرض الأقصى من الصلاة ليس هو مجرد الحركات والسكنات والركوع والسجود بل ذكر الله بالقلب واحضار عظمته بالبال فان هذا وأشباهه هو الشر في كون الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر في قوله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا كان سببهما القوة التروعبة؟

إذا خرجت عن حكم العقل وهذا كله انما يتم مع التوجه التام إلى الله تعالى و ملاحظة جلاله الذي هو الذكر الأكبر الكثير على ما ورد في بعض تفسيراته فضلا عن أن يكون ذكرا مطلقا وإذا كان الاستعداد بهذه المثابة لاجرم وجب الاهتمام به زيادة

Page 161