Rasail Ahzan
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Genres
فوالله ما كان أمرها على ما رجمت،
1
وإنها لأبلغ ذات لسان وأبرع ذات فكر وأروع ذات نفس؛ ولو كنا سليلي أبوة
2
ما شهدت لها بأكثر من هذا حرفا، ولو كان دمي من أعدائها ما نقصتها من هذا حرفا؛ وعلم الله ما أبغض فيها إلا هذه التي أشهد لها ... ولو أن الله مكنها من لغة كتابه الكريم لغص منها في هذا الشرق العربي كل كاتب وكاتبة غصة لا تساغ ولا تتنفس.
وإني لأكتب إليك رسائلي هذه والقلب ينفض في أضعافها
3
ما لو قرأته أورد عليك من أضواء المعاني في جمالها وحبها وأوصافها ما يملأ نهارا بين صبحه ومغربه يبدؤه بشمس ويختمه بقمر. •••
لقد كنت إذا جاش بي حبها وثار منه ثائره فحاولت أن تربط على قلبي وتثبت هذا الفؤاد القلق؛ جاءت بكلام نضر تنبت منه السلوة في الحب القفر الذي لا ينبت شيئا؛ وجعلت الملائكة تنزل في العش الذي بناه الشيطان لنفسه في القلب وعشش فيه؛ فلو أن كل حبيبة مثلها وكل محب مثلي لكان الحب تغييرا في الإنسانية، ولما احتاج الناس إلى قوانين وملوك، ولكن إلى حبيبات وإلى حب.
إن الرذيلة واحدة ويتعدد أهلها فمهما كثروا ألوفا وملايين فهم واحد في المعنى؛ إذ يتلو كل منهم تلو صاحبه ويقتاس به فكأنهم صور متكررة؛ لأنهم في الرتبة المنحطة كالنبات تخرج الحبة منه ألف حبة مثلها لا تمتاز واحدة من واحدة؛ ولكن كل من قام بفضيلة فهو فضيلة قائمة بنفسها، فمهما قل الفضلاء فهم كثيرون؛ لأنهم في الرتبة العليا ولأنهم وحدهم الناس، فلو صح الحب وأضاءه أهله وصبروا على ما يجز في الصدور منه وتوجروا العلاج المر
Unknown page