235

Rasaʾil al-Maqrizi

رسائل المقريزي

Publisher

دار الحديث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ

Publisher Location

القاهرة

السلام؛ إذ ليس أحد صلى على النبى ﷺ في صلاته إلا وهو يصلى على إبراهيم ﵇. وعن الإمام مالك بن أنس- ﵀ أنه قال: لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحا وأن يرى في عمل الصالحين إذا قصد به وجه الله تعالى «١» . وقال تعالى ممتنا على نبيه وكليمه موسى ﵇: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي «٢» . وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا «٣» أى حبا في قلوب عباده، وثناء حسنا، فنبه الله تعالى بقوله: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ على استحباب اكتساب ما يورث الرجل الذكر الجميل إذ الذكر الجميل؛ هو الحياة الدائمة. وقد قال حاتم الطائى وهو: أبو سفانة حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الجواد المشهور من أبيات: أماوى إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث وقال آخر: ثمن الإحسان شكر ... ويرى المعروف ذخر وثناء الحى بعد ال ... موت للميت عمر وقال آخر» : قد مات قوم وهم في الناس أحياء ويقال: ذكر الفتى عمره الثانى «٥» . ولعمرى إن الزمان الذى يثنى فيه على الميت بعد موته أحسن عمريه وأطولهما وأشرفهما، وقد قيل في هذا المعنى: ردت صنائعه إليه حياته ... فكأنه من نشرها منشور وقد قيل أيضا: كل الأمور تزول عنك وتنقضى ... إلا الثناء فإنه لك باق ولو اننى خيرت كل فضيلة ... ما اخترت غير مكارم الأخلاق

1 / 248