288

Rasail

رسائل ابن حزم الأندلسي

Investigator

إحسان عباس

Publisher

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

إبراهيم بن السري (١) أن أبا بكر ﵁ أحرق فيه بالنار (٢)، وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى اسم المحرق فقال: هو شجاع ابن ورقاء الأسدي (٣)، أحرقه بالنار أبو بكر الصديق لأنه يؤتى في دبره كما تؤتى المرأة. وإن عن المعاصي لمذاهب للعاقل واسعة، فما حرم الله شيئًا إلا وقد عوض عباده من الحلال ما هو أحسن من المحرم وأفضل، لا إله إلا هو؛ وأقول في النهي عن اتباع الهوى على سبيل الوعظ: [من الطويل] . أقول لنفسي ما مبين كحالك ... (٤) " وما الناس إلا هالك وابن هالك " صن النفس عما عابها وارفض الهوى ... فإن الهوى مفتاح باب المهالك رأيت الهوى سهل المبادي لذيذها ... وعقباه مر الطعم ضنك المسالك فما لذة الإنسان والموت بعدها ... ولو عاش ضعفي عمر نوح بن لامك فلا تتبع دارًا قليلا لباثها ... فقد أنذرتنا بالفناء المواشك وما تركها إلا إذا هي أمكنت ... وكم تارك إضماره غير تارك فما تارك الآمال (٥) عجيًا جآذرًا ... (٦) كتاركها ذات الضروع الحواشك

(١) هو أبو اسحاق الزجاج النحوي (توفي ٣١١ أو ٣١٦) انظر ترجمته في انباه الرواة ١: ١٥٩ وفي الحاشية ثبت بمصادر أخرى. (٢) انظر المحلى ١١: ٣٨٠ - ٣٨١ (وابن حزم لا يرى ذلك وإنما يرى التعزيز فقط) وانظر أيضًا ذم الهوى: ٢٠٢. (٣) وقيل كان اسمه الفجاءة (المحلى ١١: ٣٨١) . (٤) مأخوذ من قول الشاعر: وما الناس إلا هالك وابن هالك ... وذو نسب في الهالكين عريق (٥) بتروف: عجبًا؛ برشيه: عجلًا؛ والعجي بتشديد الياء: ولد الدابة؛ وجمعه عجايا وأحسب الشاعر تصرف به فجمع " فعيل " على " فعلى ". (٦) الضروع الحواشك: الممتلئة.

1 / 293