إني أسمع منك ما لست أفهم، وإنك تخاطبينني بما لست أعلم، فهو كلام لم يمر بأذني إلى الآن، بل كيف أسمعه وأنا في هذه الحال من الأسر والهوان؟ نعم إنني أعذر العشاق في ملامهم، وأعلم ما يقاسون من عظيم حبهم وشدة غرامهم، ولكن كيف جاز في ظنك أن أشيل يترك سلالة أغاممنون الشريفة ويميل إلى فتاة مجهولة الأصل أسيرة ضعيفة، فتاة عاثرة البخت لا حظ لها من كل ما تعلم سوى أنها من دم عدو وأن أشيل يحب سفك ذلك الدم.
ويلاه كيف يحبني وأنا التي
لا شأن لي بطل له شأن أجل؟
بل كيف يهواني فتى وأمامه
بدر السماء بدا وبدري قد أفل؟
إيفيجنيا :
كفى كفى؛ فإنك بذلك تزيدين حزني وبلائي، بل لم تقابلي بين ذلك وعزي إلا لتعظمي كدري وعنائي، آه لقد عذرت أبي الآن على سكوته ونفوره مني؛ فهو قد أبى أن يقابلني بهذا الخبر الهائل ليخفف شدة وقره عني.
ولكن رويدا لا يغرنك الهوى
بنيل حبيب إن حب أبي أحلى
ولا تزدهي جهلا بحب أخي علا
Unknown page