223

Rahmat Calamin

رحمة للعالمين

Publisher

دار السلام للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publisher Location

الرياض

Genres

إلا أن البخاري أخرج في كتاب الوصايا عن عبد الله بن أبي أوفى ﵁ أن النبي ﷺ كان أوصى بالقرآن.
وفي هذا اليوم كان النبي ﷺ قد صلى بالمسلمين جميع الصلوات فصلى بالمسلمين صلاة المغرب وتلا سورة المرسلات والآية الأخيرة منها التي تدل على عظم شأن القرآن الكريم. ﴿فبأي حديث بعده يؤمنون﴾ (١) وفي صلاة العشاء أراد النبي أن يذهب إلى المسجد وكان كلما قام للوضوء أغشى عليه وحدث هذا ثلاث مرات، فأمر أبا بكر أن يؤم الناس (٢) فصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة في حياة النبي ﷺ. ويذكر أنه في يوم السبت أو الأحد وبينما كانت صلاة الظهر قائمة بإمامة أبي بكر الصديق ﵁، إذا بالنبي ﷺ يحضر إلى المسجد متحاملا على كتفي العباس وعلي ﵄، فأخذ أبو بكر ﵁ ينكص فأومأ إليه النبي ﷺ أن لا ينكص ثم جلس للصلاة بجانب أبي بكر، فكان أبو بكر الصديق يقتدي بالنبي ﷺ وبقية الناس يقتدون بأبي بكر الصديق (٣).
وفي يوم الأحد أطلق جميع العبيد وبلغ عددهم طبقا لبعض الروايات أربعين، وكان في بيته سبعة دنانير نقدا فوزعها على الفقراء، وفي مساء ذلك اليوم (الليلة الأخيرة) استعارت الصديقة عائشة زيت المصباح من إحدى جاراتها ووهب المسلمين أسلحته (٤)، وكان درعه رهنا عند أحد اليهود بثلاثين صاع من شعير (٥).
اليوم الأخير:
وفي فجر يوم الاثنين، رفع النبي ﷺ الستارة التي كانت تصل بين عائشة الصديقة وبين المسجد، وكانت الصلاة تقام في ذلك الوقت، وظل النبي ﷺ ينظر إلى المصلين،

(١) صحيح البخاري عن أم الفضل والدة ابن عباس باب مرض النبي ﷺ.
(٢) في الصحيحين عن عبيد الله بن عبد الله ورواية صحيح البخاري عن أبي موسى أن النبي كررها ثلاثا.
(٣) في الصحيحين عن عبيد الله بن عبد الله.
(٤) البخاري، عن عمرو بن الحارث أخو أم المؤمنين جويرية.
(٥) البخاري عن أسود عن عائشة الصديقة ﵂ (٥/ ١٤٥).

1 / 228