Radd Ictiradat
رسالة في رد الاعتراضات على كتاب الفصول
Genres
قال أبقراط: إنما ينبغي لك أن يستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض فأما ما دام نيا وفي أوله فلا ينبغي PageVW0P016B أن يستعمل ذلك إلا أن يكون المرض مهتاجا.
[commentary]
الشك: قال محمد بن زكريا الرازي: هذا الفصل قد أضل كثيرا من الأطباء بأن لا يعطي المسهل في ابتداء العلة وضرر ذلك عظيم فإن أحوج ما يكون الطبيعة إلى معونة الطبيب بإخراج الفضل قبل استيلاء الطبيعة عليه بالإيضاح؟ لأن الطبيعة إذا أنضجت المادة استغنت عن المعونة والسهل في هذا الوقت ضار لإنهاك القوة وأراد أبقراط بما ذكره الأورام الراسبة لا أخلاط الحمى المنبتة؟ في العروق، فإنه إن فهم هكذا ألزم مناقضة والأصوب أنه لا يؤخر الإسهال متى احتيج إليه لا في محرقة؟ ولا غب ولا بلغمية ولا ربع إذا لم يكن عن أورام وقد جريت؟ ذلك فوجدته ظاهر النفع جدا وبالضد.
[commentary]
الجواب: عما قاله أما قوله «أحوج ما يكون الطبيعة إلى إخراج الفضل قبل استيلاء الطبيعة عليه بالإيضاح؟» فحق لو أمكن فإن الدواء ما عسي أن يفعل والطبيعة بعد مقهورة بالمرض ومادته، ولم يظهر لها فيهما عمل بعد، وليس جذب المسهل للخلط يتم من غير تهيؤ؟ من الخلط وإني به؟ ولو أمكن انجذاب الخلط بالدواء ووا؟ تأجذبه؟ لسبقه فعل الطبيعة بدفعه ولمأ لا يراتي؟ الطبيعة في الاندفاع فبالأولى أن لا يراتي؟ المسهل في الانجذاب، ولذلك متى استعملنا المسهل والمادة بعد نية أضعف القوة بما يجذبه مما يصادفه في الأعضاء من الشيء الصالح متهيأ لتغذيتها وبما يحلله من الروح وربما زعزع الخلط من مكانه أو بعضه PageVW2P134B فاندفع إلى بعض الأعضاء PageVW0P017A الرئيسة أو الشريفة فتضاعفت بلية وقوله «لأن الطبيعة إذا أنضجت المادة استغنت عن المعونة والسهل في هذا الوقت ضار لإنهاك القوة» إن عني باستغنائها عن المعونة بالإيضاح فحق وإن عنى به المعوة عاى إخراج الفضل فليس بحق لأن القوة المنضجة غير الدافعة، وقد يقوى الواحد منها ولا يلزم من قوتها قوة الأخرى، فلذلك قد يتم النضج ولا يكون دفع أولا يتم وحينئذ يحتاج إلى الاستفراغ لتحرك القوة الدافعة وبينها على إصدار فعلها ولمثل هذا نظر في الطبع وهو حال الأمعاء وتهيؤ المندفع فيها للاندفاع، وقد لا يندفع دون انصباب الصفراء المنحدرة من المرارة إليها فيبحثها؟ على الدفع ويحركها إليه، ولو لا ذلك لتخلفت تلك الفضلات في الأمعاء وأفسدت أحوالها، وكذلك يجري حال المسهل بعد تكميل الطبيعة الإيضاح وتقصيرها في جانب الدفع ويكون في هذه الحال بخلاف ما ذكره لا زالته المؤذي عن القوة لا منها لها. وقوله «وأراد أبقراط بما ذكره الأورام الراسبة لا أخلاط الحمى المنبتة؟ في العروق، فإنه إن فهم هكذا ألزم مناقضة» لو أراد ذلك لكان تعلق استثنائه بكل ما عداها من الأمراض المادية لا بالأمراض الهائجة فقط، ولو أراد في الاستثناء الحميات التي ذكرها لذكرها مع الهائجة، وإذا كان اعتبار النضج مختصا بالأورام الرابسة وعدم اعتباره في الحميات التي ذكرها خرجت بقية الأمراض المادية عن حكمها ويحتاج إلى اعتبار ثالث. وقوله «لأنه إن فهم هكذا ألزم مناقضة» PageVW0P017B يعني إن فهم ما قاله أبقراط الإطلاق لا على معنى كلامه لزم مناقضة الفصل الذي يقول فيه المقالة الأولى من هذا الكتاب ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت إن؟ تحرك شيئا فحرك. فإذا صار المرض إلى منتهاه فعند ذلك ينبغي أن يستقر المريض ويسكن.
[commentary]
وأقول ‘ن هذين الفصلين قد تحير؟ فيهما كثير من كبار الأطباء ولم يأت أحدهم بالجامع بينهما جمعا مخلصا للتنافض المتوهم فلنجمع نحن بينهما حسب ما يتسر؟ لنا. أما قوله «إنما ينبغي أن يستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض» فأراد به استعمال الدواء والتحريك على واجبه ثم أعقبه بتعريف الوقت الذي ينهي؟ عن استعمال ذلك فيه بقوله «فأما ما دام نيا» يعني لم يكن للطبيعة نية عمل تنضج النية. وأما قوله «ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت أن تحرك شيئا فحرك (i)» فإنه عرف به الوقت الذي PageVW2P135A يستعمل فيه الدواء من أوقات للمرض فقال «ما دام المرض في ابتدائه» أراد بالابتداء فيه غير الأول المذكور في الفصل الأول «ما دام المرض نيا» وهذا الوقت هو أول الابتداء، فإذا ظهر في المرض أدنى نضج خرج تعلق النهي باستعمال الدواء المسهل في المرض بهذا الوقت. وأما الابتداء الذي ذكره في قوله «ما دام المرض في ابتدائه» وهو الذي أشار باستعمال التحريك فيه فإنه يريد حمله الزمان من حين ظهور النضج في المرض إلى منتهاه فإنه قسم مدة المرض على حكمه إلى وقتين وقت أجاز؟ فيه استعمال الدواء وهو من ابتداء المرض إلى منتهاه وسماه ابتداء فإن البدن أجوح PageVW0P018A ما يكون إلى التخفيف عنه والمرض في زيادته والطبيعة قد هيأت المادة بعض التهيأت؟ بأخذها في أيضاحها وقعت منع من ذلك فيه وأمر فيه بالاستقرار والتسكين وهو من المنتهى إلى آخره، والدليل على صحة ما أوردناه من حمل الابتداء على ذلك الزمان جميعه؟ قوله «ما دام المرض في ابتدائه فإن رأيت أن تحرك شيئا فحرك» ولم يذكر التزيد لأنه في هذا حكمه حكم الابتداء بل قال فإذا صار المرض إلى منتهاه نقسم المرض بحسب ذلك إلى الابتداء والمنتهى لا غير. قال «ينبغي أن يستقر المريض ويسكن» فدل ذلك على أن حمله زمان التحريك هو حمله الزمان الذي قبل المنتهى وبزمان الاستقرار والتسمين منه إلى ما بعده وبذلك ارتفع التناقض وتبين معنى كلام الفاضل أبقراط.
[commentary]
الشك: أنه لم يستثن مما يعتبر فيه النضج لمواد الأمراض المادية المستفرغة بالدواء سوى الأمراض المياجة، وقد يتفق سواها ويحوج إلى عدم اعتبار النضج فيه كما إذا كان عدم النضج لكثرة المواد فينبغي أن تبادر إلى بعضها لتنهض الطبيعة بإيضاح باقيها ، وكما إذا كانت المواد في تجويف المعدة والأمعاء ونواحيها، فإنه لا يحتاج في استفراغها بالدواء إلى اعتبار نضجها.
[commentary]
Unknown page