Radd Cala Zanadiqa
الرد على الزنادقة والجهمية
Investigator
صبري بن سلامة شاهين
Publisher
دار الثبات للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
= فقد ذكر أحمد في هذا الكلام: أن الله تعالى يتكلم كيف شاء، وذكر فيما استشهد به من الأثر: "أن الله كلم موسى ﵇ بقوة عشرة آلاف لسان" وأن له قوة الألسن كلها، وهو أقوى من ذلك، وأنه إنما كلم موسى على قدر ما يطيق، ولو كلمه بأكثر من ذلك لمات. وهذا بيان منه لكون تكلم الله متعلقًا بمشيئته وقدرته كما ذكر عبد العزيز. وهو خلاف قول من يجعله كالحياة القديمة اللازمة للذات، التي لا تتعلق بمشيئة ولا قدرة. وبَيَّنَ أيضًا في كلامه أنه سبحانه تكلم وسيتكلم ردًّا على الجهمية، واستدل على أنه تكلم بالحديث الذي في الصحيحين عن عدي عن النبي ﷺ أنه قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه" وجعل قوله: "سيكلمه ربه" دليلا على أنه سيتكلم، فبين أن التكليم عنده مستلزم للتكليم متضمن للتكلم، ليس هو مجرد خلق إدراك في المستدل.
1 / 138