يستدل بكلامه على نقيض ما أمر به!؟.
فأما حديث "إذا انفلتت دابة أحدكم" إلى آخره، فالجواب عنه من وجهين:
أحدهما: أنه لا يصح عن رسول الله ﷺ، فإنه من رواية معروف بن حسان، وهو منكر الحديث، قاله ابن عدي.
الوجه الثاني: أن يقال: على تقدير صحته، معناه: أن الإنسان إذا انفلتت دابته، وعجز عنها، فقد جعل الله عبادا من الملائكة، أو صالحي الجن، أو ممن لا يعلمه من جنده سواه ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر-٣١] فإن هؤلاء عباد الله أحياء حاضرون، قد جعل الله لهم قدرة على ذلك كما جعل للإنس، فهذا كما إذا انفلتت دابة الإنسان فنادى أحد رفقته يا فلان رد الدابة، فلا بأس بهذا.
ويدل على هذا ما رواه البزار من حديث ابن عباس١ أن رسول الله ﷺ قال: "إن لله في الأرض ملائكة سوى الحفظة، يكتبون ما سقط من ورق، فإذا أصاب أحدكم شيء بأرض فلاة، فليناد: أعينوني"، فأين هذا من الاستغاثة بأهل القبور لو كانوا يعقلون.
وأما حديث الأعمى فنذكر بحول الله وقوته عنه من صواب الجواب، ما يتبين به الحق ويزول الارتياب، فنقول: