240

Radd Cala Shadhili

الرد على الشاذلي في حزبيه، وما صنفه في آداب الطريق

Investigator

علي بن محمد العمران

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

العام، لكن في كلامه نوعٌ من الحلول الخاص، وقد يقال: إنه من أهل الحلول العام (^١)، ولهذا قال بعد هذا: «فيقال له: إن هذا الموجود هو العقل الذي قال فيه رسول الله ﷺ: «أول ما خلق الله العقل»، وفي خبرٍ آخر: «قال له: أقبل فأقبل ...» الحديث» (^٢). فيقال: هذا الحديث كذبٌ موضوعٌ على النبي ﷺ باتفاق أهل المعرفة بالحديث، كما ذكر ذلك أبو حاتم بن حِبَّان، وأبو الفرج ابن الجوزي وغيرهما (^٣)، ولكن هؤلاء ينقلونه من كتب أبي حامد وأمثاله ممن ينقل هذا

(^١) سيأتي هنا (ص ٢٢٢) شرح معنى الحلول العام والخاص، وقد قال المصنف في «درء التعارض»: (٦/ ١٥١ - ١٥٢): «الحلولية على وجهين: أحدهما: أهل الحلول الخاص، كالنصارى والغالية من هذه الأمة، الذين يقولون بالحلول، إما في عليٍّ وإما في غيره. الثاني: القائلون بالحلول العام، الذين يقولون في جميع المخلوقات نحوًا مما قالته النصارى في المسيح ﵇ أو ما هو شر منه». (^٢) سبق (ص ١٦٠). (^٣) هذا الحديث سُئل عنه المصنف فأجاب بتوسع في أول كتابه «بغية المرتاد» (ص ١٦٩ - ١٧٩) قال: «الحديث باللفظ المذكور قد رواه مَن صنَّف في فضل العقل كداود بن المحبّر ونحوه. واتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ضعيف بل هو موضوع على رسول الله ﷺ. وقد ذكر الحافظ أبو حاتم البستي (روضة العقلاء: ١٦)، وأبو الحسن الدارقطني (نقله في «تاريخ بغداد»: ٨/ ٣٦٠)، والشيخ أبو الفرج ابن الجوزي (الموضوعات: ١/ ٢٧٧) وغيرهم أن الأحاديث المروية عن النبي ﷺ في العقل لا أصل لشيء منها، وليس في رواتها ثقة يعتمد. فقد ذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتابه المعروف عن الأحاديث الموضوعات: (١/ ٢٦٨ - ٢٧٧) عامة ما روي في العقل عن النبي ﷺ. =

1 / 193