118

Al-Radd ʿalā al-Shādhilī fī Ḥizbayhi, wa-mā ṣannafahu fī Ādāb al-Ṭarīq

الرد على الشاذلي في حزبيه، وما صنفه في آداب الطريق

Editor

علي بن محمد العمران

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

والإرادة والزهد والذكر من غير اعتبارٍ لذلك بالكتاب والسنة (^١).
وطائفة من هؤلاء ــ أهل طريقة الذكر ــ قد ينهون عن الذِكر (^٢) ويحرمونه، كما ذكره ابنُ عربي في كتاب «الخلوة» (^٣) وغيره. وقد يأمرون بذكر الاسم المفرد مُظهَرًا أو مُضْمَرًا، فينتج (^٤) ذلك لأحدهم اعتقادات فاسدة، وخيالات غير مطابقة، كما أصاب أصحابَ الوحدة (^٥).
وطائفة من أولئك ــ أهل الفكر والنظر ــ قد لا يمدحون العمل والعبادة والزهد، بل ربما انتقصوا من يفعل ذلك، وكثير منهم يَقْرن [م ١١] بذلك الفسوق واتباع الأهواء، فلا يتورع لا عن الفواحش ولا عن المظالم، ولهذا كان السلف يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكلِّ مفتون (^٦).
وكلٌّ من هاتين (^٧) الطائفتين مخطئ من جهتين؛ من جهة اجتزائه بأحد

(^١) انظر «درء التعارض»: (٥/ ٣٥٠ وما بعدها).
(^٢) (م): «الفكر»، والمثبت من (ت) هو الصواب، وقد ذكر المؤلف أنّ هؤلاء كانوا يأمرون بالجوع والسهر والصمت مع الخلوة بلا حدود شرعية، بل سهر مطلق وجوع مطلق وصمت مطلق ...» «الفتاوى»: (١٠/ ٤٠٣).
(^٣) كتاب «الخلوة» أو الخلوات له مخطوطات كثيرة في مكتبات العالم، انظر «مؤلفات ابن عربي» (ص ٣٠٦ - ٣٠٨) لعثمان يحيى.
(^٤) (ت): «بذكر اسمٍ مفرد ... فيفتح».
(^٥) انظر «الفتاوى - العبودية»: (١٠/ ٢٢٦ وما بعدها)، (١٠/ ٣٩٦ وما بعدها).
(^٦) أخرجه ابن المبارك في «الزهد - زيادات نعيم بن حماد» (٧٥) قال: سمعت سفيان ...، وأحمد في «العلل»: (٣/ ١١٨) عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري.
(^٧) (م، ت): «هذين».

1 / 71