Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
Shia Jurisprudence
Your recent searches will show up here
Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat
Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AHكتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
وقال الله سبحانه: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} [البقرة: 4383، 110. والنساء: 77. والنور: 56. والمزمل: 20]، فلا شك أن الزكاة تجب فيما رزق الله العبيد من رزق إذا بلغ ما تجب فيه الزكاة وتقع، فليتصدق، وليقرض الله قرضا حسنا مما في يديه، فإن الله يقول: {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم} [الحديد: 18]، ولن يقبل الله إلا الحلال،ولن يضاعف إلا لمن أنفق مما ملك من الأموال. فإن كان هذا له من الله عطاء فأمروه فلينفذ ما أمره الله به، وليؤد ما عليه فيه، وازجروا(1) عنه المطالب له به؛ الذي أخذه غصبا من يديه، واستأثر به عليه(2).
وإن قلتم: لا يجب عليه فيما في يديه من هذا المال المغصوب حق، ولا يلزمه فرض، وأوجبتم على أنفسكم أخذه من يده، ورده على صاحبه، وقلتم: لا يكون إلا ذلك، والحق فكذلك؛ فقد أزلتم عنه ملك ما غصب، وحرمتم(3) عليه منه ما أكل، وأقررتم أن ما أخذ من ذلك فأكله وشربه ليس له من الله رزقا، ولا نائلا ولا عطاء، وأن عليكم أن تأخذوا ما في يديه من المال؛ فتردوه إلى من كان له من الرجال، وتضمنوه ما أتلف منه، وتوجبوا عليه إن كان أخذه من دار، أو بيت او حرز أو قرار؛ ما أوجب عليه الواحد الجبار؛ من القطع، فإنه يقول سبحانه: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} [المائدة: 38].
فيا سبحان الله! ما أبين الحق وأنور الصدق، فلو كان الله رزقه ما أكل مما سرق وغصب لما أوجب عليه أن يقطع الحاكم يده في أن أخذ ما أعطاه ربه وآتاه، وأكل ما به غذاه، فسبحان البعيد من ذلك، الصادق في قوله، العدل في جميع أموره وفعله.
Page 340