Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
Shia Jurisprudence
Your recent searches will show up here
Kitab al-Radd wa-al-ihtigag ʿala al-Hasan b. Muhammad b. al-Hanafiyyat
Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AHكتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
Genres
وأما معنى تحبيب الله عز وجل إلى العباد الإيمان، وتكريهه للكفر والفسوق والعصيان، فهو بما جعل وحكم لمن آمن واتقى من الجنان، والنعيم والجزاء والإحسان، وبما كان يريهم ويشرعه لديهم؛ من نصر المؤمنين والإظهار لحجتهم والاعزاز لدينهم(1). والتكريه منه لما ذكر؛ فهو بما أوجب على فاعل ذلك من العقوبات في الآخرة بالنيران، وفي الدنيا بالقتل والسبي والذل والخذلان، فلما جعل ما جعل من الخير والثواب للمؤمنين، وأعد(2) وحكم بما حكم به من العقاب على الكافرين؛ رغب الراغبون في الثواب وأحبوا(3) له الإيمان وآمنوا، وهاب واتقى وخاف العقاب الخائفون فاتقوا، وكرهوا الكفر والفسوق والعصيان لخوف العقاب فاهتدوا، وزهد(4) أهل الكفر في كفرهم؛ لما يرون من ذلهم وصغارهم، وظهور الحق والمحقين واعتلائهم؛ فتركوا الفسق(5)، ودخلوا في الحق.
فهذا إن شاء الله معنى ما ذكر من ذلك العلي الأعلى، لا ما قال وذهب إليه أهل الإفك على الله وقالوا فيه من الجبر للمخلوقين على ما يكون من أفعالهم، والادخال لهم بالقسر في فاحش أعمالهم؛ من الغي والفجور، والمنكرات والشرور، والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وسلام على المرسلين.
***
ثم قال: إن قال قائل: خبرونا عن المشركين الذين لم يسلموا، هل جبروا على الشرك؟ قيل له: إن المشركين لم يريدوا الإسلام فيجبروا على الشرك، ذلك لو أنهم أرادوا الإيمان فأكرهوا على الشرك، كما أراد المشركون الشرك ورضوا به؛ وأراد الله جل ثناؤه أن يهديهم فجبرهم على الهدى وهم كارهون. ثم قال: فإن قال قائل: فإن لم يكونوا مجبورين ولا مكرهين، فهل يستطيعون ترك الشرك وقبول الهدى، فقل: لا، إن شاء الله.
Page 484