الحلم رقم 7
رأيت فيما يرى النائم.
أنني في حديقة من أشجار الليمون، وأن الناس يزدحمون حول أشجارها ويتبارون في ملء مقاطفهم من ثمارها، وأن ثمة بيعا وشراء ومساومات، وتنافسا حاميا يشتعل ... وأن رجال الشرطة يتدخلون أحيانا لفض نزاع بهراواتهم فتسيل دماء، وكنت أتجول بين الجماعات بلا مقطف، حتى قال السمسار ساخرا: رجل مجنون جاء السوق بلا مقطف!
والحق أن الشذا هو الذي دعاني لا السوق، فهمت على وجهي أتغزل برشاقة الأشجار وخضرتها الباسمة وأغصانها الثرية، وتخلق حب خالص في رعاية القبة الزرقاء. وفي لحظة مشرقة استحلت غصنا، فأفلت من مطاردة السمسار، ومضى الزمن وأنا أتأود على دفقات النسيم، وأنهل من حرية عبقة بشذا الليمون.
الحلم رقم 8
رأيت فيما يرى النائم.
أنني عيسى بن هشام بطل مقامات الهمذاني ومريد أبي الفتح الإسكندراني، وأنني كنت أعبر ميدانا في مكان وزمان غامضين ... وترامى إلي هتاف مدو بحياة الاستقلال وسقوط الحماية، ثم وجدتني على حافة مظاهرة ضخمة تحدق بخطيب مفوه جهير الصوت عرفته رغم بعده عني بزيه الأزهري وهو يهدر داعيا إلى الثورة والفداء. وهجم الفرسان الإنجليز، فنشبت معركة، ثم وجدتني وجها لوجه مع الخطيب قريبا من مدخل جامع، قلت: أنت أبو الفتح الإسكندري، خطيب الثورة الحر.
فقال بحزن ملتهب: نفوا الزعيم الجليل، نفاهم الله من الوجود!
ثم أنشد، يقول:
لن ينال المجد من ضا
Unknown page