Page 15
AUTO بسم الله الرحمن الرحيم
1- الحمد لله العزيز الغفار. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مبدل السيئات حسنات، وماحي الأوزار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار. أما بعد.
2- فإني سئلت عن علم الحديث الذي أخرج في بعض السنن عن العباس بن مرداس السلمي في مغفرة الله عز وجل ذنوب الحاج ذي التبعات.
هل هو صحيح أو حسن أو ضعيف يعمل في الفضائل بمثله؟ أو هو في حيز المنكرات أو الموضوعات؟
3- والجواب عن ذلك:
Page 17
أنه جاء من طرق أشهرها حديث العباس بن مردان السلمي، فخرج في ((مسند الإمام أحمد))، وأخرج أبو داود في ((السنن)) طرفا منه وسكت عليه، فهو على رأي ابن الصلاح ومن تبعه حسن، وعلى رأي الجمهور كذلك، ولكن باعتبار انضمام الطرق الأخرى إليه لا بانفراده.
Page 18
4- فاستخرت الله تعالى في جمع طرقه، وبذلك يتبين حاله، فإن المقبول ما اتصل سنده، وعدلت رجاله، أو اعتضد بعض طرقه ببعض حتى تحصل القوة بالصورة المجموعة، ولو كان كل طريق منها لو انفردت لم تكن القوة فيها مشروعة.
5- وبهذا يظهر عذر أهل الحديث في تكثيرهم طرق الحديث الواحد ليعتمد عليه، إذ الإعراض عن ذلك يستلزم ترك الفقيه العمل بكثير من الأحاديث اعتمادا على ضعف الطريق التي اتصلت إليه.
وهذا حين الشروع في المقصود فيما قصدت، وعلى الله الكريم اعتمدت، وبتيسيره اعتضدت.
AUTO 6- أما حديث العباس بن مرداس فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في
(زيادة المسند) مسند أبيه:
Page 19
حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا عبد القاهر بن السري حدثنا عبد الله بن كنانة بن العباس بن مرداس عن أبيه أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء، فأجابه الله عز وجل: {أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضا}. فقال: ((يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته)). فلم يكن تلك العشية إلا ذا.
فلما كان الغد غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته فما لبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي. ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها؛ فما أضحكك؟ أضحك الله سنك.
قال: تبسمت من عدو الله إبليس، حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي، وغفر للظالم، أهوى يدعو بالثبور والويل، ويحثو التراب على وجهه ورأسه فتبسمت مما يصنع من جزعه.
7- وقال الطبراني في (المعجم الكبير):
Page 20