والثاني: أجاب به ابن حبيب فقال: لو شاء الله كان ذلك، وقد أجرى الله العادة بأنَّ السواد يَصْبغُ ولا يَنْصَبغُ والبياض يَنْصَبغُ، ولا يَصْبغُ.
والثالث: وهو منقاس أن يقال: بقاؤه أسود إنما كان للاعتبار، ليُعلم أنَّ الخطايا إذا أثرت في الحجر فتأثيرها في القلوب أعظم" (١) .
(١) القرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري ص (٢٩٥) .
٢٦٥ -[٨٧٨] "طَمَسَ الله نُورَهمَا" (١) قال ابن العربي: " يحتمل أن يكون ذلك لأنَّ الخلق لا يحتملونه، كما أطفأ (٢) حرَّ النَّار حين أخرجها إلى الخلق من جهنم بغسْلها في البحر مرتين " (٣) .
قال العراقي: " ويدل على ذلك قول ابن عباس في الحجر: ولولا (٤) ذلك ما استطاع أحد أن ينظر إليه " (٥) .
"عن يوسف بن ماهك (٦) " بفتح الهاء، وقيل بكسرها.
(١) (٨٧٨) عن عبد الله بن عمْرو يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقولُ: " إن الرُّكنَ وَالمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الجَنَة طمَسَ اللهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأضَاءَتَا مَا بينَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ".
هذا يروى عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا قوله.
وفيه عن أنس.
وهو حديث غريبٌ.
والحديث أخرجه: أحمد (٢/٢١٣، ٢١٤) . وانظر: تحفة الأشراف (٦/٣٨١) حديث (٨٩٣٠) .
(٢) في (ش): "طفا".
(٣) عارضة الأحوذي (٤/٨٦) .
(٤) في (ك): "ولو".
(٥) رواية ابن عباس أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة، وذكره المحب الطبري (١/٣٢٩) .
(٦) (ع) يوسف بن مَاهِك بن بُهْزاد، بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي، الفارسي، المكي، ثقة، من الثالثة، مات سنة ست ومائة، وقيل قبل ذلك، التقريب ص (٦١١) رقم (٧٨٧٨) .