لحسن جيرانك تجرحنا
يا مبسوطين بالقوي يا احنا
ولاح صادق حائرا بين العمارة والسرادق، يرحب بنا كثيرا، يداري بابتسامته المليحة حيرة جانحة، وقال لنا: سنتناول العشاء على مائدة خاصة.
فقال له حمادة الحلواني: في جيبي زجاجة خاصة هربتها معي .. كل شيء مباح الليلة.
وقال طاهر: نحن مسئولون عنك حتى صياح الديك.
ولم يشهد رأفت باشا السرادق ولكن صاحبنا أخبرنا بأنه زار الأسرة مهنئا وأن حرمه تتوسط مجتمع النساء كالبدر، وطالبنا العريس بأن نشهد الزفة معه، فجس لنا النبض ولكن خاب المسعى ، ولم يقبل المسئولون وجود شبان أغراب بين المدعوات. ولما ذهب قال حمادة: ما له كأنه مضطرب أو خائف.
فقال طاهر: المسألة فاصلة وخطيرة ولن تكون أحسن حالا منه.
وتساءلنا متى يجيء يومنا، وعلى أي حال يكون، وماجت أنفسنا بالسرور وحب الاستطلاع، وفي عودتنا إلى بيوتنا تخيلنا صديقنا في خلوته المسربلة باللهفة والارتباك التي طال انتظاره لها مذ ناهز الحلم.
وغاب عنا أسبوعا كاملا، ولدى أول لقاء في قشتمر انهمرت عليه الأسئلة في حصار يتقد بالرغبات المكتومة حتى اضطر إلى الاعتراف قائلا: لم أذق إلا كأسا واحدة ولكنها كانت كافية، بل فوق الكفاية، وما إن أغلق الباب علينا حتى شعرت بأنني تحررت من أثقال الحياء والتقاليد وأشباح الزواجر والنواهي، وكان علي أن أحررها من تاج الفل المطوق لرأسها، وضممتها إلى صدري، ولذة الوجود تفر في حومة ارتباك غريب وجيشان رأس لم يصمد أمام نفثة الكأس الحامية، اعترفت لها بأن رأسي دائر فسمحت لي بالاستلقاء للراحة، وفعلت فتقضى الليل وأنا بين اليقظة والنوم، ثم انتبهت وانتبهت حواسي فأيقظتها بقبلاتي، ثم .. ماذا أقول؟ أخوكم سبع!
وضحك في سعادة بادية مؤثرة وقال: كلانا شعلة لا تخمد!
Unknown page