305

Qiṣaṣ min al-tārīkh

قصص من التاريخ

Publisher

دار المنارة للنشر والتوزيع

Edition Number

العاشرة

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

فاطمة: هذا الذي أمر بها، هذا الذي ضرب بقضيبه فمًا قبّله رسول الله. لتنزل عليه اللعنة الحمراء، ليكن ملعونًا على كل لسان إلى قيام الساعة.
علي: سيبوءان بلعنة العصور ويصيران سُبّة التاريخ. لقد فقدا الدين والمروءة وخسرا الشرف. لم يستثر حميتهما ولم يهج إنسانيتهما هؤلاء الأبطال الذين وقفوا يدافعون عن الحق ويذودون عن أسرة النبي، يقاتلون وهم عطاش والموت عن أيمانهم، والموت عن شمائلهم، والموت من أمامهم، وهم ماضون في سبيلهم لا يريدون مالًا ولا يبغون جاهًا ولا يحرصون على عَرَض من أعراض الدنيا، ولكنهم يريدون الله. حتى إذا أحسوا باليأس طفقوا يسارعون إلى الموت واحدًا بعد واحد، وكلما ذهب منهم بطل ودع الحسين وسلم عليه وأسلمه إلى من خلفه ليدافع عنه، حتى فارقوه جميعًا ليلقوه في الجنة. هؤلاء هم الأبطال الأشراف الذين ستبقى أسماؤهم درة في تاج التاريخ تلمع أبدًا فتضيء للسارين طرقهم إلى النبل والشرف والمجد: حبيب بن مظاهر، وزهير بن العتيق، والحر بن يزيد الذي كفر عن خطيئته وتاب من ذنبه؛ رحمة الله على الجميع.
زينب: انظري يا فاطمة، لقد وصلنا إلى المدينة.
فاطمة: خرجنا منها منذ شهرين فسحنا في الأرض ورأينا العراق والشام، ولكنا عدنا كالسبايا. لقد خسرنا كل شيء، آه! أين ... أين أنت يا أخي تستقبلنا؟ أين فتيان بني هاشم يحفّون بنا؟ أين رجالك يا أسرة النبي؟

1 / 313