2
التي كانت ترتطم بالجبل فتميد به وتهزه هزا شديدا.
وأقبلت فينوس فوقفت تواسي مارس وتهون عليه ما فعلت به مينرفا، ثم أنهضته وانصرفت به، ولكن حيرا أرسلت في إثرهما مينرفا ترى ما يكون من أمرهما بعد كل تلك الفضائح التي لوثت شرفهما، وجعلت اسمهما مضغة في جميع الأفواه.
وأقبلت فينوس على مارس تشفي حرقة في قلبه، وتنيله من قبلاتها ما تنسيه به بعض الذي لقيه من أذى، ولكن مينرفا أهابت بهما! وطفقت تنصح لهما أن يدعا إليوم فلا ينصراها على شعبهما المختار، هيلاس العزيزة! ولكن! لقد أسمعت لو ناديت حيا! فلقد أعطت فينوس باريس موثقا وإن فينوس لصادقة!
وانطلق نبتيون يعظ أبوللو ويصرفه هو الآخر عن مؤازرة الطرواديين، فذكر له أيام أن نفاهما زيوس إلى أقصى الأرض، فأتيا إلى طروادة، وعملا في خدمة أميدون الجبار الذي لم يتورع أن يرسل أبوللو فيرعى له قطعانه ويسمن نعمه وشاءه
3
كأن لم يكن أبوللو ابن إله عظيم، وكأن لم يكن هو نفسه إلها عظيما! «أتذكر هذه الأيام يا أخي أبوللو ؟! ... أتذكر أيام أن كان هذا العاتية العنيد يسومنا الذل ، ويقهرنا غاية القهر، وينزل بنا أشد ألوان الخسف، متذرعا بغضب سيد الأولمب علينا، لا تأخذه فينا رحمة، ولا يهمه أن نبرم ونتسخط ما دام - فيما كان يزعم - يؤدي ما أمره به أبوك زيوس!
فيم هذه المناصرة كلها لطروادة يا أبوللو؟ ماذا تذكر من حسنات لملكها اللعين أوميدون؟! أنسيت يوم أسخطناه بالتراخي قليلا في عملنا، فأمر بنا فقطعت آذاننا وشد وثاقنا وأصبحنا ضحكة كل راء؟! لا، لا يا أبوللو، أنا لا أرتضي لك أن تكون غبيا إلى هذا الحد ...»
وعملت فيه كلمات العم نبتيون عملها فعاهده ألا يخوض غمار هذه الحرب كرة أخرى، وقاسمه ألا يسدد فيها بعد اليوم سهما، ولو عيرته أخته ديانا ألف تعيير!
وماذا لو عيرته ديانا ورمته بالجبن أمام نبتيون؟ ها هي ذي حيرا تسمع إلى ربة القمر، فتقذفها أشنع القذف وأمره،
Unknown page