تعال، وانزل معي إلى بيت الظلام؛ حيث يسكن «إركلا»
Irkalla
إلى البيت الذي لا يذهب داخله إلى مكان آخر (أو يسلك منه إلى مسلك غيره)، إلى الطريق الذي لا عودة منه، إلى البيت الذي حرم ساكنوه من الضياء والنور؛ حيث التراب غذاؤهم، والأرض لذتهم، إنهم يكتسون كالطيور بالريش، إنهم لا يرون النور. إنهم يعيشون في الظلام.
موت إيباني
إن هذا الحلم المزعج كان مقدمة ظهر منها أن موت «إيباني» قريب، ولم يمض على الرؤيا زمان قصير حتى مرض «إيباني»، ثم مات بعد ذلك باثني عشر يوما من ابتداء مرضه. أما طريقة موته فغير بينة في الألواح، فإن إحدى القراءات التي قرئت بها الألواح المهشمة تظهر أن «إيباني» جرح، والأرجح أن يكون في وقعة حربية، وأنه مات متأثرا بجرحه هذا. وهنالك قراءة أخرى تظهره يقول لصديقه «غلغامش»:
لقد لعنت يا صديقي؛ ولذا سوف لا أموت ميتة من يخر في ساحة الحرب قتيلا.
والسبب في اختلاف القارئين راجع إلى تهشيم الألواح وتشويهها تشويها كبيرا. والراجح أن تكون القراءة الأخيرة هي الأصح. وهذا رأي الباحث «لويس سبنس» الإنجليزي ، فإن «إيباني» قد أغضب «عشتار» قادرة القادرات، ولا يبعد أن تكون اللعنة التي أسكنته الأرض وأوردته موارد الدمار هي لعنتها، وبموت «إيباني» ينتهي اللوح الثامن. أما اللوح التاسع فكله وصف لحزن «غلغامش» على موت صديقه ووفيه الحميم.
مطلب غلغامش
نزل في قلب «غلغامش» الخوف من الموت، فصمم على أن يذهب باحثا وراء أحد أسلافه «أوت-نابشتيم»، فقد يمكن أن يصف له طريقا يخلصه من براثن الموت، الذي لا بد أن ينشب فيه أظفاره يوما من الأيام، وأشفع الفكر بالعمل، وسرعان ما خرج ميمما شطر المكان الذي كان يعيش فيه «أوت-نابشتيم». وكان لا بد من أن يقطع في طريقه مفاوز جبلية موحشة، تسكنها الوحوش الضواري. ولقد حماه من شر هذه الضواري إله القمر «سين»
Sin ، فساعده ذلك على أن يقطع تلك المفاوز في أمن وأن يصل إلى نهايتها سالما.
Unknown page