صلى الله عليه وسلم ؟
قالا لها: قد قربت منه. فأناخت الناقة عند باب المسجد النبوي ومشيا قدامها أوصلاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فلما وصلت إلى باب المسجد دخلت على النبي
صلى الله عليه وسلم
وقالت:
السلام عليك يا طه ويس، السلام عليك وعلى بيتك أجمعين، اعلم يا رسول الله أني جئتك في حاجة ضرورية فائذن لي أتكلم يا خير البرية. فقال لها النبي: قولي ما شئت يا أم المقداد. فحسرت وتزفرت وقالت: يا نبي الله ما ألم قدر عن ولدي وعما قد حل به وقد أخذوا منه المياسة قهرا وأوثقوه كتافا بالقيود، وقد اشتكى إلى الله وإليك، واستجار بك وبابن عمك. قال: فعند ذلك نادى النبي
صلى الله عليه وسلم : أين ابن عمي ووارث علمي؟ وأين كاشف غمي وقرة عيني؟ أين أبو السبطين؟ أين أبو الحسنين؟ قال فأجابه بالتلبية: لبيك لبيك صلوات الله عليك، ها أنا بين يديك اؤمرني بأمرك. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا الحسن قم من وقتك وساعتك وسر إلى حي بني كندة وخلص المقداد وحل أكتافه، فإن المقداد ناداك باسمك وأنت مزيل الكروب، وأريد منك أن تأخذ حقه ممن ظلمه من الكافرين. فعند ذلك خرج وقام علي عليه السلام وأتى إلى منزل فاطمة الزهراء سلام الله عليها وأمرها أن تأتيه بلأمة حربه، ثم إن الإمام لبس لأمة حربه وتقلد سيفه واعتقل رمحه وأنشد يقول:
يا فاطمة لا تسألي عن خبري
قدمي درعي وهاتي مغفري
حتى حسامي عاجلا فأحضري
Unknown page