5
ولكن على ما يبدو أن ما طرأ من تطور في الأوضاع الاجتماعية على الأرض، انتقل إلى ما تحت الأرض، وإلى هناك انتقل التمايز الطبقي الناشئ عن قيام الدولة الملكية المركزية، فنشأ تمايز مماثل في العالم التحت أرضي، جاء في الصياغة السامية لملحمة جلجامش السومرية، وبالتحديد في اللوح الثاني عشر، حيث نجد في هذا العالم:
أمواتا عظماء
وأمواتا حقراء
أغنياء وفقراء
سعداء وتعساء.
6
وتبقى هنا مسألة، تثيرها طبيعة اللغة السامية التي تعشقت فيها روافد متعددة، فدخلت البابلية ألفاظ سومرية لفظا ومدلولا، وتبودلت المعاني والألفاظ بين مختلف اللغات السامية لظروف الجوار والغزو، والعلاقات السياسية والاقتصادية وحتى الدينية، مما أدى إلى تشابك لغوي هائل، وإن كنا سنحاول التعامل مع الإشكال في أسهل الحدود الممكنة: لقد سبق وعلمنا أن السومريين أطلقوا على عالم تحت الأرض اسم إدين
Edin
وتنطق أيضا الدين وأدن، وبما نعلمه عن الخلط القديم بين «الميم» و«النون»، يمكن أن تتحول «أدين» إلى «أديم»، ورأينا البابليين يطلقون على العالم التحت أرضي «أدمو» أو «آدم»، وبما نعلمه عن الخلط بين «العين» وبين «الهمزة» تصبح أيضا «عدم» و«عدن» فيصبح عالم تحت الأرض هو عالم: أدن، الدين، أدين، أديم، أدمو، آدم، عدم، عدن (ولنلحظ ارتباط المعنى القائم بين مختلف الأسماء فكلها تعطي معنى العودة إلى العدم)، والأصل وهو التراب أو الأديم، وأدم من تراب وإلى عدم أو إلى أديم يعود، واللفظ آدم لفظ سامى يدل على أبي البشر، جاء في النصوص الأوجاريتية المكتشفة مؤخرا، وهي لغة سامية فينيقية، وكما في ملحمة «كارت ملك صيدون»:
Unknown page