جلست الآلهة:
آن
آنليل
أوتو
آنكي.
6
وقبل أن نمضي في استقصاء قصة التكوين السومرية من المتفرقات المتناثرة، نقف هنيهة مع ما أسلفنا ذكره، لنحدد الأمور بشكل أقرب إلى الدقة والوضوح، فنقول:
إن الاجتهاد في تفسير خروج السماء والأرض من البحر الأول (كما ورد عند الباحث سواح)، على أنه خروج لجزيرة أو جبل من الماء الأول، قبته السماء وقاعدته الأرض، هو اجتهاد لا مبرر له، كما أنه لا سند له فيما بين أيدينا من ملاحم وأساطير، وكل ما وصلنا هو إشارات عامة عن اعتقاد بوجود محيط ماء أزلي، ومنه كانت السماء «آن» والأرض «كي»، ومنهما جاء «آنليل» ليفصل بينهما، ولا شيء زيادة على ذلك في هذا الجزء من التكوين السومري. ومن هنا أتصور الفهم الأصح، هو أن هذا المحيط البدئي كان ذكرا وأنثى في ذات الوقت، أي أنهم تصوروه كائنا لديه قدرة التوالد الذاتي، فكان فيه الماء المذكر، والماء المؤنث، وهو ما ستؤيده قصة التكوين الأكادية والبابلية، التي سنفصل القول فيها فيما بعد، بعدما عثر عليها شبه متكاملة. ويزعم الباحثون أنها أخذت مادتها وتفاصيلها عن التراث السومري، فأكدت القصة الأكادية أن البدء كان ماء ذكر وماء أنثى، أنجبا سلسلة كيانات الوجود على التوالي،
7
وهو ما يدعم فهمنا المبدئي الحالي للتكوين السومري.
Unknown page