كان برنارد فيه سيفا فولى
وسنانا لشارلمان صليبا
وجرينو قد كبلته قيود
فهو يدعو فلا يلاقي مجيبا
حوله سبعة من العرب أبطا
ل يرى بينهم أسيرا غريبا
وهكذا تمضي الأنشودة فتقص علينا قصة أسر جارينو، ثم انتقامه بذبح آسره في المبارزة، ثم فراره إلى فرنسا.
وكان ممن ذبحوا في هذا اليوم الأيوم رولند الشجاع، وهو من قواد شارلمان الاثني عشر وقائد حدود بريتاني، وقد صوره خيال الشعراء بطلا في قصة شارلمان، ونسب إليه من أعمال الفروسية والشجاعة ما يتردد العقل في قبوله.
فقد قيل إنه حارب طول اليوم وقذف بنفسه في أشد مواقع المعركة التحاما ضاربا بسيفه «ديورندا» إلى اليمين وإلى الشمال، ولكن شجاعته لم تغن عنه شيئا ولم تكسبه المعركة، فارتمى إلى الأرض جريحا محاطا برجاله وأخذ يجود بنفسه، ويقولون إنه قبل أن يسلم الروح استل سيفه الأمين من قرابه وكان به ضنينا، يؤثر أن يفقد الذراع التي جردته على أن يفقده وشرع يقول:
أيها الحسام الذي لم يماثله سيف في بريقه وصفاء مائه وعظمته ولينه، ثم في قبضته العاجية البيضاء المزينة بصليب ذهبي فاخر، فوقه تفاحة زبرجدية، حفر بها اسم الله الأقدس، لقد منحت مضاء، واستأثرت بمزايا ليست في سواك، من ذا الذي سيشهرك في المعارك بعدي؟! ومن هذا الذي سيكون لك صاحبا؟ فإن مالكك لا يغلب ولا ترهبه الأعداء ولا تخيفه الأوهام، فإذا صحبك وصحبته معونة الله حطم المسلمين، وأعلى كلمة المسيح، وبلغ قمة المجد.
Unknown page